Site icon IMLebanon

لبنان أمام تحدّي الوجود

 

تغييرات وخرائط إقليمية تخطط لها الدول الكبرى! من تفجير المرفأ ستبدأ السلسلة كما يبدو.. وقد هوّن على التغييرات القادمة حزب عون والثنائي الشيعي اللذان ملآ كل وظائف الدولة بأنصارهم وصادف أن هؤلاء الأنصار ليسوا على المستوى الذي يمكّن الإدارة من أن تسير بسلام وأمان بل هم ليس لهم من المؤهلات سوى انتمائهم الحزبي.. لهذا أخذت تظهر في التحقيقات القضائية العرجاء جهل تشيب له الرؤوس، وزيادة على ذلك فإنّ الإنتماء الحزبي سمح للمئات من الموظفين الحزبيين أن ينشروا الفساد في الدولة ويحوّلوها الى دولة فاشلة!

 

العالم العربي مقبل على تغييرات كثيرة.. فإذا قلنا ان القضية الفلسطينية هي التي جعلت الدول العربية كلها دولاً فاشلة، فلأنّه منذ سقوط فلسطين، وسقوط الحروب العربية لتحريرها! منذ ذلك الوقت وإلى اليوم انتقلت سلطة الحكم من المدنيين الى العسكر واستولت الجيوش العربية كلها على السلطة لتحرير فلسطين!! فضاعت الدول العربية وتحوّلت الى دول فاشلة، لأن العسكر لا يعرفون إدارة أمور الدولة، وفشلت الدولة وإداراتها وأعمالها ومشاريعها والعسكر ايضاً لم يحاربوا، تخلّوا عن الأمور العسكرية وفشلوا في إدارة الأمور المدنية.

 

كل البلاد العربية اليوم محكومة من الجيوش. بعد سقوط فلسطين دشّنت السلسلة بإنقلاب حسني الزعيم في سوريا ثم توالت الإنقلابات من سوريا الى مصر ثم إلى العراق ثمّ الى السودان فإلى الجزائر فإلى تونس فإلى.. فإلى..

 

وتدنّى مستوى العالم العربي الى ما هو عليه اليوم، لأن الذين يحكمونه لا يعرفون من أمر الحوكمة شيئاً!

 

ثلاث دول سترسم الخريطة الإقليمية الجديدة: إسرائيل وإيران وتركيا!

 

ماذا عن لبنان؟

 

لبنان مجموعة أقليات، كانت الأقلية الكبرى هي المسيحيين! وأصلاً لو لم يكن المسيحيون أقلية كبرى لما كان هناك مبرّر لقرار الدول الكبرى بوجود لبنان، لأن لبنان لو كان كلّه من المسلمين لكان جزءاً من سوريا!

 

في لبنان تغيّر البلد بعد سنة 1975 أي عندما نشبت الحرب الأهلية!

 

وسط تلك العواصف صارت تدير البلد طبقة سياسية من اللصوص الأميين الذين انتظموا في أحزاب وميليشيات نهبوا مال الدولة وأقفلوا المدارس والمصارف والمطاعم و.. و..

 

وجاءت هذه المجموعة في أدق وقت يمرُّ به البلد، يحتاج الى الرجال العظام والأدمغة والأبطال، فإذا الحكم بيد الأقزام!

 

كان المسيحيون قوّة متكتّلة متراصّة، كانوا جنوداً يحرسون لبنان!!! الى أن كانت الحرب الأهلية، ثم اغتيال بشير الجميل الذي كان بطل 10452 كلم2 ليأتي بعده من لعب على المسيحيين وعلى المسلمين وعلى الدول، فخسر المسيحيون الحرب. جاء ميشال عون يعلن أنّه المنقذ وأنّه سيستعيد الهزيمة المسيحية. وكان الحكم في ذلك الوقت تحت الوصاية السورية، وكان باب رئاسة الجمهورية يمرُّ بقصر حافظ الأسد، فجيّر ميشال عون كل طاقاته وكان قائداً للجيش تجيير كل طاقاته بإتجاه كسب ود حافظ الأسد، ونجح وتبنّاه حافظ الأسد، إلى ان جاء ياسر عرفات يعرض عليه التخلّي عن حافظ الأسد، ومحاربته والإنضمام إليه أي إلى صدام حسين الذي كان قوياً في ذلك الوقت! وأقنعه بأن باب الرئاسة اللبنانية يمرُّ من دعم صدام حسين الذي كانت تربطه في ذلك الوقت أحسن الروابط بالدول الكبرى. وإقتنع ميشال عون وتخلّى عن حافظ الأسد، وإنضم إلى جبهة صدام حسين! إلى أن كانت الخطيئة المميتة ألتي ارتكبها صدام حسين بإحتلال الكويت وفَقدَ صدام حسين كل قوّته، إذ ذلك عاد ميشال عون الى حافظ الأسد يستغفر منه ويطلب منه العفو.. فطرده حافظ الأسد. إذ ذلك أعلن ميشال عون حرب التحرير وإذ ذاك برز لدى المسيحيين بشير الجميل جديد!

 

ولكن حافظ الأسد الذي استعاد قوّته بفعل الخطيئة المميتة التي ارتكبها صدام حسين بإحتلال الكويت اشترط حافظ الأسد على الأميركيين لدخول الكويت مع الجيوش العربية، أن تسلّم مفاتيح لبنان إليه!! وهكذا كان. وهرب ميشال عون من لبنان الى فرنسا كبطل من أبطال التحرير. ثم كانت «قلبته» الأخيرة بإتّفاقه مع حزب الله في مار مخائيل.

 

ما هو مصير لبنان في الأيام القادمة ودول العالم تقاطعه؟ فتح له رئيس فرنسا باباً ليخرج من الحصار، فيقلب الطبقة السياسية ويتخلص من حزب الله، ومرّت الأيام فإذا هو يزداد تمسّكاً بحزب الله ويشكّل الحكومة هو وليس رئيس الوزراء الذي ينال الأكثرية الإلزامية، فينقلب الوضع اللبناني الداخلي عليه والوضع الدولي مقفل والسعودية قطعت كل الجسور..

 

في هذه الأعاصير.. كيف سيخرج لبنان؟

 

أمامنا أعاصير، وتغييرات في خرائط الدول!

 

والمسيحيون بحكم ضعف ميشال عون ضعفاً شديداً، وبفعل أنه لم يعد لهم قائد كبشير الجميل لم يعودوا حراس الهيكل بل أصبحوا بحاجة الى من يحرسهم. السّنّة بحكم مقاطعة السعودية للحريرية وبحكم الفراغ الكبير الذي يعصف بهم هم ايضاً من اضعف الضعفاء.

 

وليس هناك فرقة في الجيش من الشباب يمكن أن تقلب الوضع الى حين وتجري الإصلاحات التي ترضي الدول الكبرى.

 

الطائفة الشيعية قوتها بضعفها، فإيران وسط الحصار الأميركي وصارت ضعيفة في أوضاعها الداخلية، ولم تعد قادرة على مساندة حزب الله!

 

بقيت إسرائيل وتركيا وإيران!

 

والدول الكبرى ترسم خارطة جديدة غير خارطة سايكس بيكو.

 

وحين قال وزير الخارجية الفرنسية ان الطبقة السياسية إذا لم تقم بإصلاحات فإن لبنان سيزول، كان يعرف ما يقول!

 

إصلاحات فؤاد شهاب، وبطل ماروني كريمون إده وبشير الجميل ورياض الصلح وصائب سلام!

 

أمثالهم، إذا تحالفوا وإذا وُجِد أمثالهم، هل يمكن للبنان أن يبقى موجوداً؟