Site icon IMLebanon

الموارنة مصابون بلعنة الكرسي!!

لا شيء يتقدم على الاجندة المسيحية ولا سيما المارونية منها سوى انجاز الاستحقاق الرئاسي كون المجريات على الحلبة في المنطقة لا تبشر بالخير وسط انفجار البراكين والحرائق التي اطاحت انظمة ودولا ووضعتها في خانة التقسيم وربما الزوال، ولعل الغريب وفق اوساط مسيحية الا تثير المخاطر مخاوف المسيحيين المهددين بوجودهم بعدما بات لبنان آخر معاقلهم فيتوافقون على ملء الشغور قبل ان يفوتهم القطار، الا ان قدر الاقطاب انهم اصيبوا «بلعنة الرئاسة».

لم يتعلم الموارنة درساً واحداً من تاريخهم الطويل فجميعهم رؤوس قاتلوا للحفاظ على وجودهم منذ الفتوحات الاسلامية وصولاً الى الامبراطورية العثمانية التي اوقع جواسيسها الفتنة المارونية الدرزية عام 1860 وعلى الرغم من ذلك كان طموح شيوخ الشباب من يوسف بك كرم وطانيوس شاهين ويوسف الشنتيري وابو سمرا غانم يتمثل بالوصول الى رتبة متصرف ولكن الدول الاجنبية في تلك الحقبة ادركت بحكم تواجدها عبر الاساطيل وعبر تقارير جواسيسها، ان الموارنة لا يستطيعون حكم المتصرفية فتوافقت مع السلطنة العثمانية على تعيين متصرف اجنبي مسيحي لادارة شؤون المسيحيين وفق الاوساط المواكبة لمسيرة التاريخ.

وكما في الامس كدلك اليوم، اقطاب الموارنة مصابون بلعنة الرئاسة تؤكد الاوساط، ولم يمر استحقاق رئاسي دون ان تتم صناعة الرئيس في الخارج، ففي عصر الانتداب الفرنسي كان الطبق الرئاسي يصنع عبر توافق باريس ولندن، وانسحب الامر على مرحلة الاستقلال حيث كانت كلمة السر والوحي تهبط على نواب الامة بارادة غربية، اما في زمن الوصاية فقد حل الوكيل بدل الاصيل في صنع الرئيس مع استزادة في التصرف فكانت صرعة التمديد للرئيس الراحل الياس الهراوي لنصف ولاية عبر المقابلة التي اجرتها صحيفة الاهرام المصرية مع الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد، اذ قال في المقابلة رداً على سؤال «اللبنانيون قرروا التمديد للهراوي» وانسحب الامر على نجله الرئيس بشار الاسد في عملية التمديد للرئيس اميل لحود، وكانت النتيجة تداعيات زلزالية، ومع انسحاب الوصاية السورية من لبنان دخلت صناعة الرئيس في لعبة التوازنات الاقليمية ما بين السعودية وايران، اضافة الى باريس المكلفة اميركياً بمحاولة حل عقدة الرئاسة في وقت يرى فيه اللاعبون على الساحة ان ثمة فرصة «فوّتها» اللبنانيون في انتخاب رئيس صنع في لبنان لا سيما ان الحرائق في المنطقة وضعت انجاز الاستحقاق في اسفل سلم الاولويات الدولية في مراكز القرار.

وتضيف الاوساط ان شيئاً غامضاً يتحكم بعقول الاقطاب الموارنة فشهوة الرئاسة تطغى على كل ما عداها لديهم سواء أكانوا مرشحين بالفطرة او الذين ذاقوا طعم قصر بعبدا ذات يوم. فالرئيس امين الجميل لا يخفي ترشحه للكرسي الاولى التي «ركبها» ذات مرة ولولاية كاملة، وكذلك الجنرال ميشال عون الذي سكن القصر الجمهوري كرئيس حكومة انتقالية بعدما ترك الجميل الجمهورية في فم المجهول، وكذلك الرئيس ميشال سليمان الذي اكد منذ يومين، انه سيترشح للرئاسة بعد انقضاء الولاية، وظهر على اللائحة الدكتور سمير جعجع الذي ترشح للرئاسة ايضاً.

وتشير الاوساط الى ان لعنة الرئاسة زادت من التشرذم المسيحي اثر انطلاق ورشة الحوار بين «التيار الوطني الحر» و«حزب القوات اللبنانية» على امل ان تمحى المسافات الطويلة المليئة بموروثات الحروب الاهلية بين الفريقين للوصول الى اعلان نوايا ليبرز تيار يجمع الرئيسين الجميل وسليمان على خلفية ان الجنرال ميشال عون والدكتور سمير جعجع لا يختصران الساحة المسيحية تحت غطاء المحافظة على صلاحيات رئيس الجمهورية التي باتت الحكومة تمارسها.