Site icon IMLebanon

معدلات الزواج والولادات إلى تراجع في لبنان

 

تقف الأزمة الاقتصادية حائطاً مسدوداً أمام الشباب اللبناني، مانعة الأغلبية منهم من دخول القفص الذهبي أو اكمال نصف دينهم أي الاقدام على الزواج وهذا الأمر الواقع المرير والمأساوي يتربص بشبابنا منذ سنتين.

 

لقد أعدت الدولية للمعلومات وهي شركة احصائية، نشرة في شباط الفائت تفيد بأنّ الأزمة الاقتصادية ووباء كورونا لعبا دوراً كارثياً في ازدياد البطالة وتعميق نزيف الهجرة والفقر المدقع والجوع، اذ انّ آلاف المؤسسات عمدت الى الاقفال بعد أن صرفت آلاف العمّال ما أدّى الى انكماش الحركة التجارية بنسبة 45 بالمائة، وتراجع القدرة الشرائية، وانهار سعر صرف العملة الوطنية «الليرة» مقابل العملات الأجنبية.

 

وتجلّت المآسي حسب الدراسة، بتراجع معدلات الزواج والانجاب، حيث أدى كل هذا الى ظهور عامل سلبي هدّام كمن بارتفاع معدلات الوفيات. وقالت مصادر لدى المرجعيات الدينية في معظم الطوائف في لبنان لموقع سكاي نيوز العربية، بأنّ معاملات الزواج توقفت جزئياً لأنّ اليأس أصاب معظمهم جراء الأوضاع المعيشية السائرة نحو التدهور المريع، وأفاد أحد مخاتير بيروت قائلاً أنّ معاملات الزواج وعقود القران قد توقفتا بشكل كامل، والمعضلة أن تلك المعاملات في طريقها الى التوقف بشكل خطير ان لم نقل في طريقها الى الاضمحلال. وعلّق بعض الشباب للموقع قائلين لقد بات من الطبيعي ان يفكر معظم الشباب لأشهر طوال أو لسنوات عجاف قبل الاقدام على خطوة الزواج والانجاب، فالمسكن اللائق وبفعل الانهيار الاقتصادي لم يعد متواجداً. أما التفكير بإنجاب الاطفال فبات مسألة صعبة جداً لأنّ تأمين المواد الغذائية والطبية من حليب وحفاضات اضافةً الى تواجد العناية الطبية، قد تبخّر من ارض الواقع، واذا تواجدت هذه المواد صدفة في صيدليات أو في بعضها، تكون أسعارها مرتفعة وقد يصبح أمر شرائها مستعصياً.

 

وتضيف احدى الشابات قائلةً الحمل والولادة والأمومة هم زينة الزواج، لكن المشكلة تكمن في هذه الأوضاع المأساوية التي نعيشها، وإنّ ذلك قد يدفعني الى هجر عملي الذي أنا بأمس الحاجة اليه، وهذا ما يدفعنا الى الاقلاع عن التفكير في الانجاب ولا نعرف متى ستنتهي مأساة هذا الوطن. ومن جهة أخرى قال الطبيب المتخصص في الولادة والأمراض النسائية بيار النخل في حديث خصصه لموقع سكاي نيوز عربية، ان ما يجري اليوم في لبنان، هو انّ التراجع في نسبة الولادات، مردّه الى امتناع الشباب والفتيات عن الزواج وبناء عائلة نتيجة الوضع الاقتصادي المأزوم والكارثي واضاف قائلاً بأنّ هذه المشكلة أي تراجع نسبة الولادات حدث بالعديد من المستشفيات الى اغلاق أقسام الولادة فيها، وتابع الدكتور النخل بالقول أنّ الكلام عن تحويل البلاد الى العقم الطوعي كما قالوا منذ فترة يُعتبر مصطلحاً غير دقيق، كما أنّه لا تتواجد احصاءات دقيقة عن تراجع نسبة الولادات حتى حينه، انما هناك ما نسميه نحن الأطباء التخطيط للانجاب، مع الأخذ بعين الاعتبار وعلى محمل الجد انّ التراجع في نسبة الولادات يُعتبر ظاهرة عالمية منها ما هو متوقع ومنها ما هو غير متوقع، والأخير خاضع للتغييرات الاجتماعية والعامل الاقتصادي حالياً له الأولوية، وهو العامل الذي يتحمل المسؤولية في تأخير سن الزواج جراء الأعباء الاقتصادية، التي أرهقت كاهل كل شخصين مقبلين على الزواج وخصوصاً في لبنان.