IMLebanon

مروان حمادة لـ«اللواء»: مواقف الوزير بن فرحان لخّصت الحرص السعودي والحنان العربي على لبنان

 

بعد الكثير من التساؤلات في الأوساط اللبنانية عن حقيقة موقف المملكة العربية السعودية، من تطورات الأوضاع في لبنان، وتحديداً ما يتصل بتأليف الحكومة، بعد تكليف الرئيس سعد الحريري، أماط وزير الخارجية السعودية الأمير فيصل بن فرحان اللثام عن كل ما يتصل بهذه التساؤلات، واضعاً النقاط على الحروف في ما يتعلق برؤية بلاده للأوضاع في لبنان، في ما يمكن وصفه بأنه بمثابة «خارطة طريق» سعودية وخليجية، للتعامل مع الأزمة اللبنانية، وكيفية الخروج منها، في ما يمكن اعتباره موقفاً خليجياً موحداً، إزاء طريقة التعاطي مع لبنان الذي ما زالت التحفظات الخليجية تحاصره، جراء إمساك «حزب الله» بقراره السياسي والأمني، وعدم قدرة المسؤولين اللبنانيين على تغيير النظرة الخليجية حتى الآن.

 

وفي قراءته لكلام رئيس الدبلوماسية السعودية، يقول النائب المستقيل مروان حمادة لـ«اللواء»: «لقد قدرت كل كلمة وردت في تصريح الوزير بن فرحان، بدقته المتناهية في وصف الوضع اللبناني»، معتبراً أن «هذا التصريح لخص للبنانيين والعرب والعالم واقع لبنان واحتمالات مستقبله التي بلغت مفصل الشر أو الخير. وقد رسم الوزير السعودي بكثير من الرعاية والمحبة، والحرص والقلق، آفاق لبنان المستقبلية، ناعياً كما ننعي نحن الواقع الحالي، في ظل الحكم القائم وممارساته وامتناع الطبقة السياسية عن الإصلاح. كما وضع إصبعه على الجرح، عندما وصف الدور المسيء للبنان، والمهدد لغده. هذا الدور الذي يقوم به «حزب الله» بسيطرته على البنى التحتية اللبنانية، وكذلك البنى الدستورية والقانونية والاقتصادية والمعنوية والوطنية، لبلد تسيطر عليه قوة خارجية وتمارس حق الفيتو أو القرار على كل شاردة وواردة».

 

وإزاء الكثير من الأسئلة التي تطرح عن أسباب عدم زيارة السفير السعودي وليد البخاري، للرئيس المكلف سعد الحريري حتى الآن، بعدة عودة الأول إلى بيروت، يؤكد حمادة، أن ما لمسه من كلام الوزير السعودي، «فيه دعم للبنان بكل فئاته من خلال حكومة تلبي طموحات اللبنانيين، وتعطي الأجوبة الناجعة على تساؤلاتهم وقلقهم بالنسبة للمستقبل، وتؤكد على انتظام البلد وعودته إلى مؤسسات سوية ومحترمة، وخيارات وطنية وعربية سليمة». وقال: «لقد لخص الوزير بن فرحان بعضاً من المبادرة الفرنسية وكثيراً من الحرص السعودي، وجوانب الحنان العربي إلى لبنان الذي لا يجوز أن يكون ملحقاً بمشروع عبثي، بل أن يبقى منارة ولؤلؤة تحظى كما قال الوزير، بدعم ورعاية من السعودية ومن كل الأشقاء» .

 

وفي ظل المآخذ الكثيرة على أداء العهد تجاه سياسة لبنان الخارجية، وتحديداً ما يتصل بالعلاقات مع المملكة العربية السعودية والدول الخليجية، يعتبر حمادة، أن «القضية ليست قضية علاقات مع السعودية أو بقية الدول الخليجية، بل قضية علاقة مع الذات اللبنانية، فهل هذا العهد الذي شذ عن كل مسلماتنا وجاهر بالعداء لكل أشقائنا العرب لحساب محور لعين، على استعداد للعودة إلى لبنان وإقناع من خرج عن لبنانيته وعروبته وعن احترامه للحريات في بلدنا، بالعودة إليها؟ قبل أن نبلغ قعر الجحيم الذي لم يستبعد الوزير السعودي أن يكون لبنان مهدداً بمزيد من التدهور والآلام».

 

ويضيف حمادة، رداً على سؤال حول آخر التطورات بما يتعلق بالملف الحكومي: «بـ18 أو 20 أو 22 أو 24، النفاق مستمر، والرياء مستمر، ومحاولة السيطرة على الحكومة وبالتالي على مؤسسات لبنان، لن تتراجع، قبل أن يعي ميشال عون، ويقتنع جبران باسيل، بأن البلد ليس ملعباً لقطاع الطرق وخونة القضية العربية، وطاعني الازدهار والأمان اللبناني»، في وقت اعتبرت مصادر سياسية أن «مواقف وزير الخارجية السعودية أضاءت على الكثير من النقاط في السياسة السعودية تجاه لبنان في ما تبقى من العهد الذي لم يكن على قدر التوقعات السعودية التي كانت تراهن على أداء أفضل، ولذلك فإن الأهم في كلام الوزير بن فرحان، تأكيده على أن بلاده لا تتوقف عند الأشخاص، بقدر ما يهمها الأداء وطريقة التعامل».