IMLebanon

المشنوق استردّ اعتبار الحكومة من خلال إنهاء الإرهاب في رومية

يُقال في الأَمثال: الضربة التي لا تُميت تُحيي.

بهذا المعنى فإن الضربة الإجرامية التي استهدفت جبل محسن كان مقدَّراً لها ان تُميت براعم الوفاق الذي بدأ ينبت بين باب التبانة وجبل محسن، لكن مسارعة القوى السياسية وفي طليعتهم تيار المستقبل، حوَّل عملية دفن الوفاق الى محاولة جديدة وجدية لاحيائه وذلك من خلال خطوات تمَّ القيام بها واعطت ثماراً اكيدة.

وقد حققت زيارة وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق الى جبل محسن من خلال إلحاحه على معاينة موقع التفجير، رسالة في غاية الاهمية بأن جبل محسن ليس متروكاً وأنه جزء لا يتجزأ من عاصمة الشمال ومن لبنان ايضاً.

وهذه الخطوة الرفيعة في معناها الوطني، أُرفقت بخطوة عملية في غاية النُبل حيث اعلن الوزير المشنوق أن مؤسسة الحريري، بايعاز من الرئيس سعد الحريري، ستتكفل باعادة ترميم وتأهيل أضرار التفجيرين في جبل محسن.

الرئيس الحريري يُرمِّم في جبل محسن، هذه الخطوة تساوي مئة طاولة حوار، وما هو الحوار اذا لم تكن نتيجته هكذا؟ إنها مبادرة إيجابية حيال جبل محسن من قبل زعيم تيار المستقبل ومن شأنها اعادة النسيج الاجتماعي بين جبل محسن وباب التبانة.

لكن ما يستدعي التخوف ويُشكِّل حافزاً للمتابعة هو ما كشفته التقارير الامنية من أن عشرات الشبان من مدينة طرابلس تواروا عن الأَنظار منذ انتهاء أحداث طرابلس، وفي الغوص بمزيدٍ من المعلومات، يتبيَّن ان هؤلاء ربما توجهوا للتدريب، اذ يخشى ان تبدأ طلائع الاستحقاقات الامنية، آملين العكس، بمزيد من ضبط الوضع الامني في المدينة.

ومن جبل محسن إلى سجن رومية أو القلعة أو الاسطورة كما وصفه وزير الداخلية نهاد المشنوق، وجاء موقفه إثر العملية الفائقة الدقة والاهمية بإنهاء أخطر مربع أمني في السجن، وأخطر ما كشفه وزير الامن الداخلي ان غرفة العمليات في سجن رومية التي تولت ادارة تحركات ارهابية وتواصل مع مجموعات متطرفة انتهت اليوم.

وفي موقفٍ متقدِّم أعلن المشنوق ان جزءا من عملية تفجير جبل محسن تمت ادارته من داخل السجن، وما قمنا به عملية محترفة، وصفة الاسلاميين غير متلازمة مع مخالفة القانون.

في غضون ذلك ، وحيال هذه الاستحقاقات الجسام التي تتفاعل يوماً بعد يوم، بماذا يتلهى البعض عندنا؟

بلدٌ يعيش على برميل بارود، يريد البعض ان يجعله يعيش على برميل نفايات! إنها المشكلة الدهرية التي لا تنتهي والتي فاحت رائحتها وأزكمت الانوف، أليست نفايات في نهاية المطاف؟

هل يُعقَل ان بلداً لم يعرف حتى الآن كيف يجمع نفاياته؟

هل يُصدِّق احدٌ ان المسألة تتعلّق بأمكنة المطامر وبأن هذا هو الخلاف بين وزير البيئة وحزب الكتائب؟

حزب الكتائب يقول إنه على الدولة أن تحدّد موقع المطمر، فيما وزير البيئة يقول ان هذه المهمة هي على عاتق الشركات، وزير الكتائب آلان حكيم يقول: لا نريد أن نكون شهود زور على صفقات، وضع يده على الجرح ، فلماذا لا يبق البحصة؟

ما هي طبيعة هذه الصفقات؟

ومَن يقف وراءها؟

اذا كان عنده ما يقوله فلم التأخير في ذلك؟

لا تُتعبوا انفسكم، سيتم التمديد لسوكلين واخواتها، لأن اذا انتهى العقد معها السبت المقبل فمَن سيجمع النفايات اعتباراً من الاحد؟

هل من حاجة الى القول إن التمديد هو سُنَّة الحياة السياسية والبيئية في لبنان حتى إشعار آخر؟