Site icon IMLebanon

السياحة البيئية المشنوق في واشنطن  والنفايات تسرح في بيروت

قبل عام ونيف، اعتكف وزير البيئة الإفتراضي محمد المشنوق عن مسؤولياته في وزارة البيئة، لازم منزله فيما أزمة النفايات في ذروتها بعدما تراكمت آلاف أطنانها في الشوارع. لا هو استقال ولا أُقيل ولا وُضع في التصرف، وكيف يفعل ذلك وهو الوزير المدلل في المصيطبة وفي السراي؟

طُلب من وزير الزراعة أن يتولى ملف النفايات، وهذه هرطقة ما بعدها هرطقة، إذ كيف يتولى وزير الزراعة الملف فيما الوزير الأصيل موجود ولا يقوم بواجبه؟

تولي الملف من قِبل وزير الزراعة يعني أنَّ الوزير المذكور هو الذي يتولى كل ما يمت بصلة إلى هذا الملف، لكن ما حدث هو العكس حيث الغُرم لشهيب والغُنم للمشنوق، ففيما كان شهيب يفاوض لمعالجة أحدث أزمة نفايات، كان الوزير محمد المشنوق يمارس السياحة البيئية في واشنطن، وذلك بحسب الخبر التالي:

شارك وزير البيئة محمد المشنوق في المؤتمر البيئي الثالث الذي استضافه وزير الخارجية الأميركي جون كيري في واشنطن يومي 15 و 16 أيلول 2016، تحت عنوان محيطنا، مستقبل واحد والذي ناقش قضايا بيئية هامة تتعلق بالمناخ والتنوع البيولوجي والإقتصاد الأزرق.

بربكم، هل يُعقَل أنَّ مَن قصّر في ملف النفايات في لبنان، أن يُكافأ بالسفر إلى واشنطن ليشارك في مؤتمر لا يفهم فيه؟

أليس أجدر به أن يبقى في لبنان ليشارك اللبنانيين معاناتهم في تحمّل روائح النفايات فوق الجسور وتحتها وعلى الطرقات وفي الوديان؟

لا يحق للوزير محمد المشنوق أن يكون في واشنطن فيما المواطن العادي المقهور يعيش أسوأ المعاناة من جراء النفايات.

ثم إنَّ كلفة الرحلة هي من الخزينة اللبنانية، فلماذا يُعطى هذه الكلفة وهو لا يقوم بشيء؟

الأجدى والأجدر بالوزير السائح أن يسوح في شوارع بيروت والطريق الساحلية من بيروت إلى جونيه، حيث يمر بمكبّي برج حمود:

القديم منه والمستحدث.

يجدر به، بدل التوجه إلى المطار، أن يتوجه إلى الكوستابرافا حيث الإنبعاثات الكريهة تخنق الأنفاس.

لو كانت هناك حكومة لكانت منعت وزير البيئة المعتكف من السفر إلى واشنطن، فكيف يعتكف في بيروت ويشارك بمؤتمر في واشنطن؟

قد لا يكون هناك مجلس نواب فعّال ليطرح الثقة بوزير البيئة الحالي، ولكن كيف بنا أن نقبل بوزير معتكف في بيروت وناشط في واشنطن؟

بالمناسبة، أليس هو هاوي تصوير؟

لماذا لم يصوّر جبال النفايات ويحملها معه إلى واشنطن ليشاهد المؤتمِرون هناك، بالصور الملوّنة، فشله في لبنان؟

في 9 آب 2015، قال وليد بك جنبلاط في أحد تصريحاته المثيرة:

أردت أن أكون زبالاً في نيويورك فأصبحت زبالاً في لبنان… وها هي الزبالة تحيط بنا جميعاً – وليس بوليد بك وحده – وتفتك بصحة البلد واللبنانيين والآباء والأمهات والأبناء والأحفاد من دون تمييز ولا رحمة…

تلك هي كارثة التلكؤ والفشل… تفضّل يا معالي الوزير وشارك الناس معاناتهم، إنَّ أفضل ما يُفتَرض في معاليك أن تقوم به هو أن تعتذر من الشعب اللبناني عمّا ألحقته به من أضرار بسبب إهمالك وبسبب تفضيلك السياحة البيئية الخارجية على المعالجة البيئية المدمرة الداخلية.