IMLebanon

المشنوق – جنبلاط: التباسٌ انطوى…

كان لافتاً ومُفيداً قول النائب وليد جنبلاط إنه لا يفتعل أزمة مع وزير الداخليّة نهاد المشنوق، مع إشارة تحسم الالتباس بكل بنوده وتفاصيله. بل هو في الأساس لا يريد هذه الأزمة.

فقبل أن يعلن على الملأ أن الرئيس سعد الحريري تحدَّث معه في هذا الخصوص، أكَّد بدوره أن لا علاقة للحريري بسوء التفاهم الذي يعتبر أنه أصبح من الماضي.

بصورة عامة، ومن زاوية المراقبين السياسيّين والرأي العام، يرى كثيرون أن “القضيّة” بين جنبلاط والمشنوق لا تحتاج إلى كل هذه الضجّة. وقد رست على بر الأمان.

وهذا ما عاد وشدَّد عليه رئيس الحزب التقدّمي الاشتراكي في معرض إعلانه أنه “بات في مسافة الأمتار الأخيرة من مشواره السياسي”. قريباً سينسحب، بعدما أصبح كتاب الاستقالة من مجلس النواب جاهزاً. إنه الآن يستعد “لطي الصفحة النيابية من حياتي السياسيّة”.

بالطبع، سيتلقّى وليد بك الكثير من الاتصالات، والمناشدات، كونه أحد أبرز نجوم الملعب السياسي في لبنان المفرّغ من رئاسة الجمهوريّة منذ عامين. فضلاً عن دوره، ومكانه، وحضوره، والحاجة إليه في المحن والشدائد…

أمّا بالنسبة إلى وزير الداخلية نهاد المشنوق، فإنه يحظى بتأييد من مختلف الأفرقاء والانتماءات والطوائف، ويتلقَّى على جهوده ونشاطه وإنجازاته التشجيع قبل التهاني المرفق بالدعم والشدّ على اليدين.

وخلال لحظات احتدام الالتباس مع زعيم المختارة كان الوزير المشنوق يستقبل المؤيّدين والمشجّعين، مع الإعلان بالصوت الملآن أن نهاد المشنوق لا يُرشَق حتى بوردة فكيف برشقات من التهم؟، فهو لم يتخلَّف يوماً عن واجب، ولم يتردّد لحظة في مواجهة أيّة أحداث أو مخاطر، ولو في أقصى البلاد.

لا يتردَّد المخضرمون والمتمرّسون في ملاعب السياسة والمسؤوليّة، في القول عن هذا الوزير إنه اتّبع أسلوباً جديداً قد يدخل في تقاليد وزارة الداخلية، لجهة الحضور السريع إلى مكان الحادث، ووضع اليد عليه، كما وضع المسؤولين حيث يجب أن يوضعوا.

وخلال هذه الفترة التي تعكّرت إبّانها الأجواء مع وليد بك، سمعت كثيرين يردّدون أن نهاد المشنوق إنسان نجح في مهمّته، على رغم الأوضاع التي يتخبَّط فيها لبنان، ومع هذا التسيّب وذاك الفلتان اللذين لم يعرف مثلهما لبنان حتى خلال حروب الآخرين، وما جرى بعد زلزال 14 شباط.

لا نبحث عن شهادات، أو شهود، أو إنجازات تتحدَّث عن انجازات وزير الداخلية الذي وضع الأمور في نصابها، مثلما وضع النقاط على الحروف… في شتّى الميادين ومختلف المناسبات.

وزعيم المختارة الذي يستعد لمغادرة الملعب السياسي الذي كان نجمه، يقدِّر لهذا الوزير المميّز بسالته، ويحفظ له الود.