قد يكون وزير الداخلية نهاد المشنوق اثار بتصريحاته الاخيرة زوبعة ضمن بيئته السياسية، الا ان ما ادلى به صقر «تيار المستقبل» هو كلام مكشوف وغير مستغرب بالنسبة للقوى الاساسية في فريق الثامن من آذار.
وبحسب مصادر قيادية في هذا الفريق، فان كلام المشنوق يأتي في اطار مساعدة رئيس «تيار المستقبل» الرئيس سعد الحريري على التنصل من ترشيح رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية، وتهيئة الاجواء لإبرام تسوية «رئاسية – نيابية – حكومية» تضمن عودة الحريري مجددا الى الساحة السياسية بعد الانتخابات البلدية في طرابلس وبيروت.
وفي تقدير هذه المصادر، فان الاعتراضات على كلام المشنوق التي نزلت «كزخ المطر» هي مجرد لعبة تقسيم ادوار، فما قاله وزير الداخلية هو محاولة مكشوفة لتبرئة الرئيس الحريري امام الرأي العام واعادة تذكير القاعدة المستقبلية بأن زعيمهم لم يخرج عن الثوابت العامة للتيار بما فيها تنفيذ التوجهات السعودية في كل القرارات المهمة.
صحيح ان مصادر هذه القوى لا ترى اي داعي لتضخيم كلام المشنوق باعتباره لن يؤثر على مسار الملف السياسي في لبنان او على الحوار الثنائي الذي يجمع «تيار المستقبل – حزب الله» بل يخدم اهدافا محددة تتعلق باعادة شد عصب التيار الازرق وجمهوره، الا ان المعلومات التي تملكها مصادر في 8 آذار تشير الى توجه «المستقبل» للانسحاب المؤقت من الحوار الثنائي ولإعادة تصعيد المواقف السياسية ضد الحزب ريثما تهدأ تداعيات الانتخابات البلدية وعاصفة تصريحات المشنوق من جهة، وتتضح معالم التسوية في سوريا واليمن من جهة اخرى.
الا انه وفي ضوء عدم موافقة رئيس مجلس النواب نبيه بري على الاخلال بهذا الحوار، فان الحل قد يكون بتأجيل الجلسات الى فترات متباعدة والاكتفاء بلقاء الطرفين على طاولة الحوار الوطني وفي الحكومة.
على ان قنبلة المشنوق السياسية العابرة للقارات لم يخرق صداها الثوابت الرئاسية التي يلتزمها حزب الله قبل وبعد ترشيح الحريري لفرنجية، فالجنرال ميشال عون هو الممر الالزامي لفتح ابواب قصر بعبدا ومن يريد حل الملف الرئاسي فليقبل بالجنرال رئيسا للجمهورية او ليتوجه الى الرابية ويحاوره.
ولكن في هذا السياق، لا بد من التوقف عند ما يتردد في اروقة اصحاب المبادرات لحل الازمة الرئاسية: ماذا لو كان شامل روكز هو البديل عن ميشال عون، هل يقبل الجنرال بهذه التسوية لحل الملف الرئاسي؟