IMLebanon

كمامة ولوح صابون

 

إن كان قسم من الشعب “بلا مخ” بحسب توصيف الزملاء الواعظين والغاضبين والمنفعلين في مطالع النشرات، وهذا “القسم” مسؤول عن تفشي الوباء في كل مدينة وقرية وحي وبناية، فذلك لا يعني أن المولجين حمايتنا صحيّاً واجتماعياً يقومون بواجباتهم على أفضل وجه.

 

من المسلّم به أن الكمامات وألواح الصابون ( أو الـ Gel)، من ركائزالحماية والوقاية من الوباء، وكان يُفترض توفيرها لجميع اللبنانيين والمقيمين على أرض الضيافة المستدامة، فلسطينيين وسوريين وعراقيين وضالّي سبيل، منذ سنة على الأقل، وذلك من خلال نشر حواجز مكثّفة ومتنقلة في كل المناطق، لتوزيع ما يقي الناس، ما تحمله اللهفة والعطاس والقبلات والتقارب الإنساني والزحام من رذاذ. فهل أوصت لجنة الكورونا مرة بمثل هذا الأجراء؟

 

نسمع عن هبات من الكمامات قدمتها وتقدّمها منظمات دولية وإنسانية توزّع على مستحقين ومسحوقين ومدمّرين لكن هل وصلت كمامات إلى قاطني أحياء مدينة طرابلس وضواحي بيروت وحي الشراونة وأحياء الهرمل والبقاع وقرى الشريط الحدودي والجنوب بأكمله؟ لا.

 

فهل بمقدور من ينتظر هبة الـ 400 ألف ليرة شهرياً ( أقل من 50 دولاراً) شراء كمامة كل يوم لأفراد عيلته المكونة من 5 أفراد، أو كمامة كل ثلاثة أيام، كمامة طبية أو من قماش أو من قطن؟ الـ 750 ليرة أكبر من طاقته الشرائية، فهي توازي ثلاثة أرغفة خبز لمن لا يعلم!

 

وهل الكِمامات متوافرة اليوم لكل السجناء والموقوفين في علب السردين؟

 

ومن يعيش على القمامة ولمّ البلاستيك والقناني الزجاجية والألمينيوم أيُطلب منه غسل يديه بانتظام بصابونة ديتول؟ بعد رش معقمات قبل دخوله إلى “قنّه”؟

 

ومن يجلس إلى مقود “مرسيدس مهرهرة” لتأمين ما يقيه الموت جوعاً، هل يستطيع شراء كمامة كل يوم أو كل أسبوع؟ بما يُنصح ؟ أيضع على وجهه كلسوناً عتيقاً كبديل من كمامة الألفي ليرة؟

 

أيكفيه ما يجنيه لشراء معقّم لتطهير يديه من أوراق الألف ليرة؟

 

تشكر كل المِخاخ التي تفكر ليلاً ونهاراً بسلامتنا وبحجرنا وبتوزيعنا الآمن بين غرفة الجلوس والمطبخ والتي تفكر بكل السبل الآيلة لحماية القطاع الطبي والتمريضي وبكيفية فرض الإقفال العام واستيراد اللقاحات أمس قبل الغد.

 

لكن الـ “بلا مخ” من لا يؤمّن لكل “مخّ” كمامة ولوح صابون.