أوساط إرسلان : نحن غير معنيين… لكنه يُتيح إتمام المصالحات وإغلاق ملف المهجرين
تتجه الانظار الى القداس الذي يقام يوم غد في دير القمر تحت عنوان «قداس المغفرة والتوبة» والذي سيستعمل المصالحات التي كانت حصلت في فترات سابقة في الجبل لانهاء مآسي الحروب العبثية التي شهدها الجبل خلال الحرب الاهلية، وبما يتيح استكمال ما تبقى من مصالحات بين بعض القرى والبلدات في الشوف وعاليه، تمهيداً لمعالجة ما لم ينجز من ملفات المهجرين.
لذلك، ماذا عن هذا القداس، وما هي الاسباب التي فرضت حصوله؟
وفق اوساط قريبة من النائب طلال ارسلان ان فكرة اقامة القداس جرى التشاور بها قبل الاعلان عنها بعد تشكيل الحكومة وان ارسلان كان من المشجعين لاقامة القداس، بدوره ابدى رئيس اللقاء الديموقراطي وليد جنبلاط الاستعداد للمشاركة في القداس، وتسهيل كل ما يمكن ان يفضي الى انهاء «جروح» الحرب التي شهدها الجبل، واستعداده ايضاً لمساعدة المهجرين لاقفال ما تبقى من مصالحات ومن امور عائدة للمهجرين.
لذلك، ما هي الابعاد اللاحقة من وراء حصول القداس بالنسبة للجبل والمهجرين؟
توضح الاوساط ان النائب ارسلان الذي شجع على الخطوة وكان على اطلاع على كل تفاصيلها، ابلغ من يعنيه الامر انه غير معني مباشرة بحصول القداس، على اعتبار ان الحزب الديموقراطي لم يكن طرفاً في كل الاحداث التي كان شهدها الجبل، بل ان علاقات الحزب الديموقراطي ايجابية وقائمة مع كل مكونات الجبل الطائفية والسياسية، لكنه ابدى استعداده لتقديم اي مساعدة لانهاء قضية المهجرين، بدءاً مما تبقى من مصالحات.
وتؤكد الاوساط ان حصول القداس يوم غد في دير القمر يشكل خطوة اولى توصلاً الى مجموعة خطوات مطلوبة في الجبل بعد تشكيل الحكومة واجواء التفاهمات التي افضت اليها المرحلة الجديدة، على أساس الاتي:
1- انهاء ما هو قائم من اجواء القلق التي لا تزال قائمة بين بعض «بينات» الجبل السياسية والطائفية بما يتيح اقفال جروح الاحداث التي كانت حصلت سابقاً، واتاحة كل الاجواء التي تمكّن كل ابناء قرى الجبل من العودة الى قراهم وبلداتهم، حتى تلك التي انجزت اعادة الاعمار.
2- ضرورة استكمال المصالحات التي حالت بعض الظروف دون اتمامها في بعض القرى، لان اتمام هذه المصالحات يتيح المجال أمام تثبيت الاستقرار في كل مناطق الجبل وليس في القرى المعنية فقط، بما يتيح الاسراع في استكمال ملف المهجرين.
3- وجود رغبة من كل الاطراف باقفال ملف المهجرين، ومعالجة ما تبقى من ملفات للمهجرين، وتثبيت الاستقرار في الجبل، بحيث يشكل قداس دير القمر مدخلاً للخطوات اللاحقة.
لذلك، تشير الاوساط الى ان التعاون بين قوتين اساسيتين في الجبل وانجاز المصالحات لا يخدم فقط الاستقرار في مناطق الجبل، بل ينعكس ايجاباً على الوضع العام في البلاد على الرغم من ان الاوساط تلاحظ ان اي حرص على الاستقرار في الجبل يفترض ان يتبعه انهاء التوترات والخلافات التي تعيشها الساحة الدرزية، ان من حيث انهاء ذيول ما حصل في الشويفات والجاهلية، وان من حيث حصول توافق بين المرجعيات الدرزية، خاصة بين جنبلاط وارسلان على قضايا التعيينات الادارية والاوقاف الدرزية وقضية مشيخة العقل.