IMLebanon

قداس القوات في الشكل والمضمون

سأحاول في ملاحظات سريعة تسليط الضوء بقدر ما تسمح المساحة، على القداس الذي احياه حزب القوات اللبنانية يوم السبت الفائت لراحة انفس اكثر من 15 الف شهيد مقاوم لبناني سقطوا ليحيا لبنان وشعبه، من جهة، وتكريمهم من جهة ثانية في مثل هذا الموعد من كل سنة، وهو موعد بالغ الاهمية عند حزب القوات اللبنانية ورئيسه ومحازبيه واهل الشهداء واصدقائهم ورفاقهم، متناولا، من وجهة نظري، اهم ما ابرز هذا القداس، بالشكل اولا وبالمضمون ثانيا.

في الشكل، اكد حزب القوات اللبنانية، مرة اخرى قدرته الكبيرة على تنظيم مثل هذه المناسبات، واعطائها، ابعادا تتجاوز الاحتفالات العادية وقد تفوّق هذه السنة على ذاته، من حيث بناء مذبح كامل لاعطاء مراسم القداس، هيبته ورهبته والشعور بانك في بيت الله، وليس في ساحة مفتوحة، مع كورس كبير بقيادة الاب رحمه، واستخدام موسيقى واناشيد وطنية تتناسب مع المشهدية، كأن يدخل حملة الاعلام على وقع نشيد «عليّة»، بحيث غالب الدكتور سمير جعجع دموعه اثناء دخولهم، وهو يتابع خطواتهم القوية الواثقة. كما ان النحات والرسام والشاعر رودي رحمه اثار اعجاب الوف المشاركين وتصفيقهم للوحة الدينية الرائعة التي رسمها مباشرة وخلال دقائق معدودة.

***

في المضمون، هناك الكثير المهم من المواقف التي فرضت ذاتها على المناسبة وحوّلت القداس السنوي، الى محطة مفصلية في تاريخ حزب القوات، وفي تاريخ سمير جعجع، وربما في تاريخ لبنان والحياة السياسية في لبنان، وهذه المواقف الهامة، لم تتضمنها كلمة الدكتور جعجع فحسب، بل ان الكلمة التي القاها الاب الياس العنداري الذي كلفه البطريرك بشارة الراعي تمثيله في القداس والاحتفال، كانت قنبلة المناسبة، ولم يسبق ان قيل مثلها في اي مناسبة اخرى، واهميتها ان ممثل البطريرك الماروني هو الذي يعلنها، وهي شهادة في الدكتور سمير جعجع، لم يسبق – حسب علمي – ان نالها قائد سياسي ماروني من قبل، فليس بسيـطاً ابداً ان يصـف الاب العنداري سمير جعجع بانه «يسير في خط القيادة التاريخية المارونية، ولم يهبط الى خط الزعامة المارونية، وهو على خط المبدأ وليس على خـط المنصب، وهو على خط ابراهيم القورشي والبطريرك الحويك، وبشير الجميل والبطريرك نصـرالله صفـير، وكل الشـهداء منذ 1500 سنـة حتى اليوم…». وانا لن ازيد فـاصلـة على هذا الكـلام.

المثير في الامر ان كلمة الدكتور جعجع، وما تضمنته من مواقف صريحة ومفاجئة، ليس برفضه الدخول مجدداً في حوار لا نتائج ايجابية منه ولا افق، بل باعلانه ثورة جمهورية على كل شيء اسمه فساد بمعزل عن خصومه في 8 اذار او حلفائه في 14 آذار، واعداً جمهوره واللبنانيين بانه سيكون رأس حربة بمعارضة هكذا حكومات فاشلة وفاسدة، لانها ستوصل الى هكذا نتائج كارثية، وهذه الحكومة يجب ان ترحل، ورحيلها متوقف على انتخاب رئيس للجمهورية، معتبراً ان الفسـاد لـيس ابن نظـام معيّن، دون ان ينسى الاشارة الى ان اي سلطة خارج السلطة الشرعية، تعطّل الحياة السياسية الطبيـعية.

اتوقع خلط اوراق سياسية.