IMLebanon

«سيّد نفسه»  

إذا أخذنا القضايا التي تناولها النواب في جلسة الأسئلة والأجوبة فسنتوصل الى أنّ «سيّد نفسه» يكتشف ما سبق للرأي العام أن إكتشفه من زمان بعيد… وما سبق للصحافة ان تناولته وأسهبت بالخوض في تفاصيله.

ويطرح السؤال ذاته:

أين كان مجلس النواب، المعروف في المصطلح بأنه سيّد نفسه، من القضايا الكبيرة التي أثيرت أمس في الجلسة؟

وماذا كان دوره في التصدّي لها؟

وما هي القوانين التي أقرها في شأنها؟

وما هي التوصيات التي رفعها الى الحكومة لمعالجتها؟

واستطراداً: إنّ هذه القضايا المثارة، والتي سنأتي على تعدادها في سياق هذه العجالة، ليست بنت ساعتها. إنما هي مطروحة منذ سنوات وبعضها منذ عقود. ونواب هذا المجلس الذين أمضوا في ساحة النجمة ثلاث دورات (أساسية وتمديدان) ماذا فعلوا، في الهيئة العامة، لمواجهة الأزمات الكبرى والمعضلات المهمة والقضايا الملحة!.

و»تمديداً» للإستطراد: هل إكتفينا؟ طُرحت بضعة أسئلة ووردت بضعة أجوبة، فماذا بعد؟!. وهل فشّ النواب خلقهم؟ ومن يفشّ خلق الناس؟!. ولماذا طرأت هذه الحميّة قبيل الإنتخابات النيابية العامة، فيتذكر النواب أن الإنتخابات على الأبواب؟!.

وباستثناء الكلام المهم للرئيس سعد الحريري حول الفساد والفاسدين والمرتكبين فإنّ أفضل ما توصف به الجلسة بأنها كانت لرفع العتب وحسب، وليقول سادة أنفسهم للناس: شوفوا… نحن هنا لنهتم بكم… ولكن سادة أنفسهم هل يقنعون أنفسهم بأنهم هنا فعلاً؟

طبيعي أن تستأثر النفايات (من الناعمة الى الكوستا برافا الى النورس والمطار) بقسط وافر من الساعتين اللتين حددهما الرئيس نبيه برِّي (أمدّهُ اللّه بالعافية) للجلسة والتزم بهما نائبه فريد مكاري… وكان جواب الرئيس سعد الحريري مزدوجاً: من جهة الإلتزام بالخطة التي وضعتها الحكومة السابقة، وتصميم الحكومة الحالية على «محاسبة المرتكبين مهما علا شأنهم»… وهذه، بدورها، تحمل إشارة مزدوجة: من جهة أن هناك مرتكبين، ومن جهة ثانية أن بعضهم «عالي الشأن».

وفي مسألة «الإنترنت غير الشرعي» جرى تداول رقم كبير خسرته خزانة الدولة وهو 260 مليون دولار، ومعلوم أن لجنة الإعلام والإتصالات النيابية خصصت بضع جلسات لهذه المسألة … إلاّ أنّ الموضوع في يد القضاء ومن المستبعد التوصل الى نتيجة حاسمة فيه قريباً.

وأما موضوع مطار القليعات، فهو أيضاً قضية مزمنة، والأمل أن يكون وعد الرئيس سعد الحريري قابلاً للتنفيذ السريع لجهة «تعيين هيئة ناظمة» إنطلاقاً من «خطة كاملة» يجب أن تكون لموضوع الطيران عموماً، مع إقرار بأن مطار القليعات يجب «أن يكون حيوياً لكل لبنان».

كلام كثير قيل أمس عن «آليات لمكافحة الفساد وضبط الهدر» (وهو ما ورد نصه في البيان الوزاري)… ويبقى أن يعمل رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة على وضعه موضع التنفيذ بعدما بات لبنان مستقِراً في قعر لائحة الفساد الدولية!