Site icon IMLebanon

ضربة معلم! …

يبدو ان الحكومة، تجاوزت الاخطاء المحدقة بها.

وهذا ما جعل الرئيس تمام سلام يرتاح الى نجاح مساعيه التوفيقية.

وهذا ما جعله يطمئن الى سلامة الحكومة والى استقرار البلد.

لم يصعد رئيس الوزراء الى اليرزة، ليرفع الصوت في وجه الجميع، دعماً لأحد، أو مؤازرة لفريق على آخر.

الا انه كان يشعر بأن الوضع في بلدة عرسال، وفي جرودها، يتطلب وقفة لبنانية صارمة، دعماً للمؤسسة العسكرية، وهي تواجه أصعب الظروف، وفي أحلك التحديات.

مما لا شك فيه، أن رئيس مجلس الوزراء عطّل المماحكات، وجمد الانفعالات، ايماناً منه بأن معظم الافرقاء يريدون لبنان أولاً، وبعد ذلك يبدأ الحوار لحل المصاعب الماثلة أمام الجميع، وفي مقدمتها عقدة التعيينات.

كانت أجمل هدية تلقاها، بعد عودته من اليرزة، ان زيارته لوزارة الدفاع كانت ضرورية، لا بل كانت ضربة معلم ونقطة على السطر.

وهو لم يكن يريدها دعماً لأحد.

أو تعريضاً بأحد.

لكنه، كان يؤمن بأن الجميع، وإن تباينت آراؤهم، فإنهم يريدون لبنان واحداً.

ويسعون الى لبنان واحد لا الى لبنانين، كما كان يقول والده الرئيس صائب سلام.

جمّد رئيس الحكومة اجتماعات مجلس الوزراء اسبوعا، ويتجه الآن الى تجميدها اسبوعا آخر، او الى الاسبوعين المقبلين، لأن اهم شيء بالنسبة اليه، هو احتواء الانفعالات لا انفجارها.

وهكذا يرتاح تمام سلام بعض الوقت، لكن لبنان يرتاح معظم الوقت.

أمام الجيش الآن مشكلة التعيينات.

لكنه يؤمن بأن الاشهر الثلاثة المتبقية كافية لدرس الموضوع بروية وهدوء، بغية الوصول الى مخرج مقبول، لا الى انفجار مكبوت في الصدور.

طبعا، ثمة في البلد تجاذبات وتباينات، الا ان افرقاء كثيرين في الحكومة يؤمنون بأن الحوار وحده، هو السبيل الى التفاهم والى الاتفاق.

وصعود الرئيس سلام الى اليرزة، ينبغي ان يفهم عند الاصدقاء قبل الخصوم.

واي محاولة لجعله لصالح احد، هو تخريب للوضع، لا تسليم بنجاح هذا الفريق ، او امعان في النأي عن وحدة الارض والشعب.

كان الرئيس شارل دباس يقول ان القلق على المستقبل، ليس الطريق المثلى الى سلامة النيات.

وفي احدى الازمات، حث على الايمان بعقل اللبناني، وبايمانه بوطنه، لأن يرى في وحدة الرأي صلابة في الوقوف ضد الغرباء.