IMLebanon

صنّاجة النقيب جريج!

انقضى أسبوع المرأة العالمي.

لكن المرأة في لبنان، ليست أسبوعاً.

وليست أيضاً ترفاً فكرياً، كما يقول فولتير.

وهي نعمة تجود بالعطاءات حسب رأي مونتسكيو.

ولعل فلاسفة الاغريق، يلتقون مع الفرنسيين، على اعتبارها صنّاجة الحياة وفق ما ذهب اليه فيكتور هيغو.

ومن زيّن فكره بالحديث عن المرأة، جعلها قبلة الأنظار، في وصف جمالية الحياة.

ولا غرو في ذلك، لأن الحياة تفقد روعتها والعطاءات، من دون المرأة.

وكيف اذا كانت المرأة، هي عنوان الحياة، مواهب وعطاءات.

وفي أسبوع المرأة اللبنانية، كانت للقادة اللبنانيين صولات وجولات، لكن أبرزها ما صدر عن نقيب محامي بيروت جورج جريج، عندما رفض أن يعتبرها رقماً، وجعلها نوعاً يشير الى ثقافتها الذاتية.

كان النقيب جورج جريج يعتبر ان المرأة ثقافة ذاتية، لا يستعان بها لملء المراكز الفارغة، أو المراكز الشاغرة.

بل هي انسانة بعيدة عن رتابة المناسبات، بل هي تخلق المناسبات كما تقول السيدة الرائعة الأميرة حياة ارسلان.

النقيب وجد فيها انتفاضة عطاء.

والأميرة اعتبرتها انطلاقة نحو المجد.

تواضع النقيب جريج عندما تحدث عن دور المرأة العالمي.

لكنه استعان بما حققته في مؤتمر البرلمان الدولي للمشاركة السياسية للمرأة في العمل العام.

ووصل الى حدّ اعتبار المرأة اللبنانية في المراكز المتقدمة بين دول العالم.

وهذا، ان دلّ على شيء، فيدلّ على أن المحاماة تضمّ في رحابها، عشرات من سيّدات أعطين لبنان

والعالم، ما يجعل هذا البلد، ملاذاً للابداع.

والابداع اذا كان يصدر دائماً عن المحامين والمحاماة، فان المرأة اللبنانية، محامية كانت أو أستاذة، على منابر الحق، هي مفخرة للبنان.

***

ونقيب المحامين ليست هذه أولى ابداعاته، ويكفيه فخراً أنه عند انتخابه نقيباً، علّق عضويته الحزبية، ليخدم لبنان كله، لا حزباً يؤمن به في لبنان.

وهذه قمة لا يتسلّقها إلاّ المحامون الأفذاذ.

وحتى الآن، لم يعتل محام منصة النقابة، إلاّ وجعل دوره نقيباً للحريات لا للمحامين فقط.

والحرية والدفاع عن الانسان، وجهان لشرعة واحدة هي الدفاع عن الانسان.

كان شيشرون يقول ان المحاماة، هي صوت للذود عن المخطئ والمصيب.

ولعل المحاماة وحدها تنضح بالذود عن الاثنين.

والمهم في الأمرين، ان حق الدفاع عن الخطأ مشروع، لأن الله وحده معصوم عن الخطأ.

وعندما وقف المحامي جورج جريج، أكد في حديثه عن المرأة اللبنانية، انه يدافع عن الانسانة، التي تواكب نضالها بالاصرار على الحق.

والحق هنا حق الدفاع عن الخطأ والصواب، وهذه فذلكة المحاماة في الدفاع عن الانسان.