IMLebanon

معركة قاسية في المتن بين اللوائح السيادية وحلفاء “حزب الله”

 

 

لكل انتخابات نكهتها الخاصة في المتن الشمالي، إذ إن هذه الدائرة تُشكّل صورة مصغّرة عن الوضع المسيحي المذهبي والسياسي.

 

لا توجد قوّة واحدة قادرة على السيطرة على أغلبية مقاعد المتن الشمالي، فهذا القضاء هو الأكبر مسيحياً ويضم 4 نواب موارنة، 2 روم أرثوذكس ومقعداً لكل من الكاثوليك والأرمن الأرثوذكس.

 

وترتفع وتيرة المنافسة بشكل لافت في هذا القضاء الذي شكّل دائرة إنتخابية لوحده، فهنا كل قوّة تحاول القول «أنا هنا»، ومعقل الزعامات المسيحية يخوض معركة مصيرية لا مجال للمساومة فيها، فإما مع خطّ «حزب الله» و»الدويلة» وسياسات العهد العوني، وإما مع الدولة والثورة والمطالب الوطنية للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي.

 

ولم يسمح قانون الإنتخاب النسبي بتوحّد القوى المعارضة أو الموالية، كذلك انقسمت القوى الثورية بعضها على بعض.

 

وعمل «حزب الله» في كل الدوائر المسيحية على توحيد حلفائه والقريبين من خطّه من أجل خوض معركة كبيرة ضدّ «القوات اللبنانية» أولاً، وضدّ كل القوى السيادية والمعارضة والثورية ومن أجل الحفاظ على الأغلبية.

 

ولأن معركة «الحزب» تتطلّب الإستعانة بكل الأدوات، فقد عاد رئيس الجمهورية الأسبق إميل لحّود للعمل على الأرض وأعلن موقفه الداعم للائحة تحالف الحزب «السوري القومي الإجتماعي» – «الطاشناق – ميشال الياس المرّ.

 

إذاً، يحاول «حزب الله» التوفيق بين دعم لائحة تحالف «القومي» – «الطاشناق» والمرّ وبين لائحة «التيار الوطني الحرّ»، وهو لهذه الغاية إتخذ القرار بقسمة أصوات «الثنائي الشيعي»، حيث سيصوّت جمهور «حزب الله» لـ»التيار الوطني الحرّ»، في حين ستمدّ حركة «أمل» المرشّح ميشال المرّ بنحو 1500 صوت شيعي في المتن.

 

وتحاول هذه اللائحة الفوز بحاصل والقتال على الحاصل الثاني، في حين أن الوضع لا يزال ضبابياً بالنسبة إلى لائحة «التيار الوطني الحرّ»، ففي آخر إنتخابات حصلت لائحة تحالف «التيار» – «الطاشناق» وسركيس سركيس على 4 نواب، في حين أن «التيار» غير قادر على تأمين أكثر من حاصلين.

 

وهنا يبرز الصراع الكبير على المقعد الكاثوليكي بين مرشح «القوات» ملحم رياشي الذي تُظهر كل الإستطلاعات تقدّمه في المعركة، وما إذا كان «التيار الوطني الحرّ» سيصبّ أصواته التفضيلية لصالح مرشحه الكاثوليكي إدي معلوف من أجل كسر رياشي.

 

وتسعى «القوات» إلى الفوز بالحاصل الثاني، إذ إن تقدّم رياشي يرافقه حراك متني واسع النطاق لمرشحها عن المقعد الماروني رازي الحاج والذي ينطلق من حيثية في بلدته بسكنتا ويسلك مساراً تصاعدياً قد يمكنه من الوصول إلى ساحة النجمة، وقد يجعل «القوات» المتحالفة مع حزب «الوطنيين الأحرار» قريبة من الحاصل الثاني في هذه الدائرة.

 

بدوره، يخوض حزب «الكتائب» معركة شرسة في معقله، فهو يعمل لضمان فوز رئيسه سامي الجميل والياس حنكش، لكن مهمته الأساسية تبقى في حصد حاصل ثالث لأن البقاء على حاصلين يعني أن كل خطابات الجميل ومحاولته الظهور بمظهر الثورة لم تمنحه أي تقدّم على الأرض المتنية.

 

وأمام تشتّت القوى الثورية المستقلّة، فإن تحقيقها أي خرق لا يزال بعيد المنال، فالتشرذم دفع بالناس إلى الإبتعاد عن هذه القوى خصوصاً وأن المتن قضاء مسيّس ولا يمكن للناخب أن ينتخب لوائح لا تحمل خطاباً واضحاً في الملف السيادي.

 

أيام قليلة تفصل عن موعد الإنتخابات، وسيكون للمتنيين كلمة الفصل في تحديد الأغلبية النيابية والوطنية، فإما يتمّ إسترجاع الدولة أو تغرق الدولة أكثر في مستنقع «الدويلة».