IMLebanon

«المسألة بدّها شويّة وقت»

يراهن ديبلوماسي غربي عريق المعرفة (… والمحبة) في لبنان وشؤونه وشجونه على ألاّ تمرّ سوى أسابيع قليلة قبل أنْ يحظى عهد العماد ميشال عون بالتفاف شبه إجماعي حوله.

يقول الديبلوماسي ان الجنرال ظاهرة غير مسبوقة ليس في لبنان وحده، بل ربّـما في العالم كلّه. فمسيرته، وإصراره على أن يكون رئيساً للجمهورية فيدخل قصر بعبدا من باب الإنتخاب بعدما دخله من باب المرسوم الرئاسي (رئاسته الحكومة إثر إنتهاء عهد الرئيس أمين الجميل في العام 1988) هذا القصر الذي غادره تحت وطأة القوة الغاشمة (القصف بالطائرات والمدفعية والصواريخ والدبابات) عاد فدخله بقوة أكبر وأقوى: قوة الإرادة الشعبية التي ترجمت أوراقاً في صندوقة الإقتراع. وبين العام 1988 والعام 2016… 28 سنة كاملة تخللتها خمس عشرة سنة نفياً للجنرال واضطهاداً لأنصاره ومحبيه وجمهوره العريض الذي يواليه في أي موقف يتخذه (…) هذه كلها يقول الديبلوماسي فيها ما سبقه الى قوله «العاقل» ميشال إدة: ظاهرة لا مثيل لها في العالم.

وينطلق الديبلوماسي الغربي العريق المعرفة بلبنان والمحبة له من «حالة» الجنرال، ليقول: لذلك إكتشف اللبنانيون أنهم يتعاملون مع رجل من قماشة مختلفة كلياً عمّا عايشوه في السابق… ولعلّ الطبقة السياسية، بمختلف أطيافها، أدركت أنّها في مواجهة هذه الظاهرة الفريدة، لا يمكنها إلّا أن تتأقلم أو… تعزل ذاتها.

ويضيف الديبلوماسي الغربي: إنّ ما لدينا من معلومات منطلقة من إستطلاع رأي كبير أجرته سفارتنا يتبيّـن أنّ الرئيس عون يحظى الآن، بشعبية داخل الطوائف اللبنانية كلها لم يسبق أن حظي بها أي زعيم أو قائد أو رئيس للجمهورية. ومعه حق صديقي الوزير ميشال إدة الذي قال إن شعبية الجنرال الجماهيرية الراسخة وليست الشعبوية العابرة، لم يسبق أن حظي بها، في الوسط المسيحي، حتى الرئيس كميل شمعون نفسه.

ويستطرد: لقد كان السيد حسن نصراللّه أوّل من أجاد «قراءة» هذه الظاهرة فسعى باكراً الى التمهيد لتحالف مع الجنرال، ونجح في ذلك… ولعلّ المردود كان إيجابياً للطرفين، إلاّ أن حزب اللّه كان في حاجة ماسة إلى التغطية التي وفرها عون (…).

ويمضي قائلاً: ثم لا بدّ من التشديد على أهمية مبادرة رئيس القوات الذي بصرف النظر عن أهدافه المعلن منها والمكتوم على حد سواء، عرف هو أيضاً كيف يتبنّى ترشح عون للرئاسة ويبدو كأنه المسهم الأكبر في هذا الإنجاز.

ويتوقف الديبلوماسي عند مبادرة الرئيس سعد الحريري الأخيرة بدعم ترشح عون، ويقول ان لديه معلومات أكيدة وجازمة بأن الحريري قال للمقرّبين: «ليتني وضعت يدي في يد الجنرال منذ العام 2005، لكان وجه لبنان تبدّل».

ويمر الديبلوماسي سريعاً على التبدّل الجذري في موقف رئيس الكتائب سامي الجميّل الذي أعلن عن «دعم إنطلاقة العهد» (…).

وأما الرئيس بري فلا يراه إلاّ موالياً وحليفاً للجنرال عون و»المسألة بدّها شوية وقت».