IMLebanon

وزير الدفاع يحبط “مؤامرة” رئيس الحكومة

 

“ما تقول فول ليصير بالمكيول”، هو المثل اللبناني الذي ينطبق على كل الاستحقاقات في لبنان، من رئاسة الى قيادة جيش وما بينهما من استحقاقات، رغم ان الوضع هذه المرة قد يكون متوقفا على الثواني الاخيرة، في ظل الابعاد الشخصية التي اتخذتها معركة اليرزة، ليزيد طين الاحداث الاقليمية من بلة الحسابات الداخلية.

 

فبين جلسات الهيئة العامة في مجلس النواب، وجلسة مجلس الوزراء، تقاذف كرة حسم الوراثة في اليرزة مستمر، رغم تأكيد الكثيرين ان خيار حكومة  تصريف الاعمال ينقل المعركة الى داخل الصف الواحد، خلافا لما هو عليه الوضع مجلسيا، وهو ما دفع بوزير الدفاع الى توجيه “رسالة” الى الحكومة “مطمئناً” الى ان لا فراغ، ساحبا مسبقا اي امكانية لطرح مسألة تأجيل تسريح قائد الجيش من خارج جدول الاعمال.

 

واذا كان المتفائلون بان لا فراغ في اليرزة يجزمون ان لا حسم قبل السابع من كانون الثاني المقبل، مستندين الى راحة “جنرال الرابية”، “النائم” على ورقة دعم حارة حريك، فان ثمة مَن يرى في خطوة وزير الدفاع اعادة احياء لخيار التكليف في حال تعذر التعيين، الذي تجزم بعض المصادر ان “ملك تطييره” بات حاضرا، بصيغة جديدة يرجح ان تؤول الى الضابط الماروني الاعلى رتبة في الجيش، وليس الى عضو المجلس العسكري الكاثوليكي لاسباب عديدة، على ما يتردد في الدوائر الضيقة.

 

اوساط سياسية متابعة توقفت عند الطابع الذي اعطي للمعركة، والذي تخطى بُعدها الشخصي، ما جعلها معركة محاور على خلفية ما يحصل في غزة وانتصار لحماس، وما يستتبع ذلك من انتصار لحزب الله يجب ان يسيل في الداخل وفي معركة قيادة الجيش، حيث ترى الحارة ان الوضع الحالي يشكل لها فرصة مثالية، لانجاز ترتيبات “عسكرية” تضمن لها ظهرها وتحميه على ما اكد نائب الامين العام لحزب الله منذ ايام.

 

في المقابل، تتابع الاوساط ان المحور الغربي بدوره يعطي اهمية كبيرة لتلك المعركة تتخطى مسألة الاسم، وما ادراج ملف الشغور في قيادة الجيش على جدول بنود زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي، وقبله القطري، واحتلاله مرتبة سبقت الملف الرئاسي، الا دلالة واضحة على الاهمية التي يوليها الغرب لهذا الملف، خصوصا ان ثمة اكثر من موفد مخابراتي قد وصل الى بيروت لمتابعة الملف بتفاصيله.

 

وتؤكد الاوساط ان الولايات المتحدة الاميركية، ستخوض معركة اليرزة، بالتوازي مع خوضها معركة المصارف، حيث تقوم استراتيجيتها في لبنان على اعادة التوازن الى هذين القطاعين، بعد الخلل الذي اصابهما عقب ثورة 17 تشرين الاول وما خلفته من تداعيات، وهو ما يفترض اتخاذ قرارات واجراءات قد تكون تصب في كفة التمديد او تأجيل التسريح، رغم تفضيلها الخيار الاول، الذي يبقي على الستاتيكو الحالي لجهة حظوظ المرشحين الحاليين لتولي قيادة الجيش، في حال رفع سن التقاعد لمدة سنة لجميع الضباط.

 

وعليه تختم الاوساط  بالاعتقاد ان المعركة لا تزال طويلة، وان الحسم سيتأخر، رغم ادراك الجميع لكلفة ذلك على المؤسسة، ذلك ان المعنيين الاولين لم يقولا كلمتهما الفصل بعد، فلا واشنطن فاوضت حارة حريك، ولا حزب الله حسم خياره بخوض معركة “كسر عضم”، خوفا من تبعات ما بعد اسقاط تأجيل التسريح وانتقال المعركة الى داخل الخط الواحد، وهو الكأس الذي يحاول ابعاده بمساعدة “استيذ” عين التينة، المصر على ارضاء بكركي وعدم تخطيها.