IMLebanon

المولوي اعتاد اللوحة النيابيّة فكيف «طار» الى عرسال؟ وهل يُقدم «الشباب المسلم» على تكفير «عصبة الأنصار»؟

على الرغم من ان توقيت معركة تلة الحمرا وتلة ام خالد فرضته «جبهة النصرة» و«داعش» على الجيش اللبناني باللجوء الى اسلوب المباغتة، فان النتائج اثبتت ان مجموعة صغيرة من العسكريين البواسل قاتلت بشجاعة منقطعة النظير لحين وصول الامدادات العسكرية وشكلت صفعة موجعة للتكفيريين الذين لو نجحوا في السيطرة على التلة المذكورة لأمسكوا بعنق كافة الطرقات في منطقة البقاع الشمالي لتكون خطوتهم التالية اجتياح بلدات رأس بعلبك والقاع المسيحية وتكرار النسخة العراقية بعدما اجتاح «داعش» جبل سنجار وسبي النساء الايزيديات وقتل رجالهم وفق الاوساط الميدانية المواكبة، وما يؤكد ان هذا المخطط استقتلت الفصائل التكفيرية على تنفيذه ومحاولة تحقيق الخطوة الاولى في مسيرتها الارهابية ان معظم قتلاها وضحاياها كانوا من القياديين فيها مثل غياث جمعة قائد لواء «واعدوا» الذي بايع البغدادي والاهوازي المعروف عنه انه رجل المهمات المستحيلة لدى التكفيريين، اضافة الى حجم الخسائر في صفوفهم حيث تشير المعلومات الى ان عدد قتلاهم قد فاق الثلاثين.

وتضيف الاوساط انه بالاضافة الى ان من اهداف «داعش» في هجومها على تلة الحمرا نقل المواجهات الى بيئة «حزب الله» بعدما باتت الساحة مفتوحة من العراق مروراً بسوريا وصولاً الى لبنان فان اسباباً اخرى فرضت على التنظيم التكفيري القيام بالهجوم في هذا التوقيت على الرغم من المناخ القاسي وتراكم الثلوج والجليد، ويأتي في طليعتها ان مجموعات التكفير تلقت امراً من صانعها العدو الاسرائيلي للقيام بذلك للتعمية على عملية القنيطرة التي سقط فيها شهداء لـ«حزب الله» من القياديين اضافة الى العميد الايراني محمد علي الله دادي، لحرف انظار الرأي العام الاسرائيلي المصاب بالرعب من الرد المرتقب للمقاومة وعلى نفس المستوى لا سيما وان قواعد الاشتباك لم تعد في قبضة القادة الاسرائيليين.

ولعل اللافت ان معركة تلة الحمرا ترافقت مع ضغوط السلطة اللبنانية على قيادة الفصائل في «عين الحلوة» وعلى القيادة الفلسطينية لتسليم الارهابيين شادي المولوي واسامة منصور وبقية المطلوبين من شذاذ الافاق الذين لجأوا الى عاصمة الشتات وذابوا في ازمة وزواريب المخيم، الا ان المفاجأة اشبه ما تكون باغنية فيروز «ضاع شادي»، حيث تسربت معلومات عن ان المولوي «طار» الى عرسال والتحق باخوانه الـ«دواعش»، ما يطرح الكثير من الاسئلة عن كيفية وصوله بداية الى «عين الحلوة» وبعدها الى عرسال، فاذا كانت سيارات تحمل ارقاماً لمجلس النواب اعادته من النظارة الى طرابلس يوم توقيفه في مكتب النائب محمد الصفدي، فهل انتقل المولوي بنفس الطريقة الى «عين الحلوة» بسيارة تحمل رقماً نيابياً، او ان الحالة يوم توقيفه تختلف عنها في المرحلة الراهنة، وهل فعلاً غادر المخيم المذكور ام ان الامر لا يتعدى التسريبات لابعاد شبهة وجوده في ضيافة بني قومه من اصحاب الرايات السود في «عين الحلوة» بعدما بات المتطرفون فيه اكثر قوة وبأساً من الفصائل الفلسطينية وحتى من «عصبة الانصار»، الى حد انهم قتلوا ابراهيم الجنداوي في الاول من امس داخل المخيم على خلفية تعامله مع «حزب الله» وفق بيان «الشباب المسلم» الذي وزع بعد العملية غامزين من دور «العصبة» وتعاملها مع السلطات اللبنانية، وليس بعيداً ان يتم تكفير «العصبة» من قبلهم، اثر اعلان ناطقها الرسمي الشيخ ابو شريف عقل «بوجوب خروج المولوي من المخيم كما دخل اليه».

وتقول الاوساط ان المولوي المجهول مكان اقامته بشكل موثوق سواء في «عين الحلوة» او عرسال بعدما «طيّر» اليها غالباً ما ارتبط اسمه وتحركاته باسامة منصور شريكه في الارهاب والجرائم واماكن التواجد، فان المعلومات تشير الى ان الاخير لم يغادر طرابلس ولا يزال مختبئاً في الاسواق الداخلية ضمن بيئة حاضنة، ويشرف على تنظيم خلايا تكفيرية لاشغالها عندما تحين الساعة وما يسهل مهمته الفقر المدقع في تلك المناطق الذي يلامس حدود المجاعة احياناً.