26 يوماً تفصل عن استحقاق 15 أيار .. هل بات كل شيء مباحاً؟
26 يوماً تفصل اللبنانيين عن استحقاق 15 أيار الانتخابي، حيث اخذ الخطاب تعلو نبرته، وستعلو أكثر فأكثر، كلما اقترب الموعد، لدرجة أن الحرارة أخذت ترتفع، بشكل مثير في الأونة الأخيرة، فتكرّرت عمليات الإعتداء على اللوحات الإعلانية الانتخابية وصور مرشحين، كما حصل في دائرتي بيروت الأولى والثانية، فتعرضت لوحات اعلانية خاصة بالمرشحة في دائرة بيروت الاولى بولا يعقوبيان، ثم حطّ التشويه في اعتداء على لوحة عملاقة خاصة بلائحة «بيروت تواجه» . وكانت اللوحة التي تُرفع في ساحة الشهداء، وسط بيروت، وكما حصل في دائرة البقاع الأولى (زحلة)، حيث تعرضت صورة عملاقة للمرشح عن المقعد الشيعي علي حسني مهدي في بلدة علي النهري في قضاء زحلة للتخريب، كما منع أعضاء لائحة معارضة للثنائي الشيعي من إقامة حفل انتخابي في الصرفند قبل ثلاثة أيام . وقد استنكر 70 مرشّحاً من 11 «لائحة تغييرية» في لبنان الإعتداء الذي طال المشاركين في إطلاق لائحة المعارضة في دائرة صور الزهراني، وغيرها من الحوادث .
بشكل عام، لا صوت يعلو فوق صوت الحملات والدعايات الانتخابية، وباتت مناسبات الأعياد وعطل نهاية الأسبوع، مناسبات انتخابية تعلن فيها اللوائح وبعضها سبق ان أعلنت أكثر من مرة وتطلق خلالها الوعود، حتى المال والرشاوى الانتخابية بدأت تفرض وجودها، فوفقا لتقرير لشركة الأبحاث والدراسات «الدولية للمعلومات»، فإن « المال الانتخابي يلعب في انتخابات عام 2022 دوراً كبيراً ومؤثراً في ظل الأزمة المالية الاقتصادية الاجتماعية التي يعيشها أكثرية اللبنانيين في المناطق كلها».
وفي رصدٍ ومتابعة لحركة شراء الأصوات، كما تشير «الدولية للمعلومات « فان سعر الصوت يتراوح في بعض الدوائر هذه الايام بين 100 و300 دولار، وفي دوائر أخرى سعر الصوت سجل بين 100 و150 دولاراً أميركياً.ومن المتوقع أن يشهد ارتفاعاً كبيراً في الأيام المقبلة، ما يدفع بالكثيرين إلى عدم الالتزام، بانتظار «ارتفاع السعر»، وفي دوائر ثالثة، تبين أن بعض المرشحين يسددون اشتراكات الكهرباء والفواتير الصحية، ويعدون بشراء الأصوات، لكنّ السعر لم يحدَّد بعد .
الجدير بالذكر، أن «الجمعية اللبنانية من أجل ديمقراطية الانتخابات» (لادي) كانت قد نشرت تقريرها الثاني لمراقبة الحملات الانتخابية للفترة الممتدة بين 15 و31 آذار 2022، وذلك بالتعاون مع مؤسسة «مهارات». ورصد التقرير حالات عنف وضغط أو تخويف ناخبين ومرشحين، ومساعدات ووعود ورشى انتخابية، واستغلال النفوذ لغايات انتخابية، واستخدام موارد عامة لغايات انتخابية، إلى جانب الخطاب المذهبي التحريضي الطائفي، والعنصري، والقدح والذم والتجريح.
الى ذلك، أطلقت الجمعية اللبنانية من أجل ديمقراطية الانتخابات «لادي»، عملية مراقبة الانتخابات النيابية، في مسرح المدينة في الحمرا، وذلك قبل 28 يوما من موعد الانتخابات في 15 أيار المقبل.
وعادة تراقب الجمعية الانتخابات وتصدر تقريراً حول مجرياتها، وفق منهجية خاصة بمراقبة يوم الاقتراع والفترة التي تسبق الانتخابات، لمراقبة الإعلام والإعلان والإنفاق الانتخابي.
ماذا عن ترشيح سارة زعيتر في بعلبك الهرمل وديما أبو دية في دائرة البقاع الأولى؟
وتحضر الجمعية في 300 مركز اقتراع، أي في حوالى 15 بالمئة من مراكز الاقتراع في لبنان، من خلال مراقبين ثابتين في المراكز على الأراضي اللبنانية كافة. وسيكون توزيعهم متناسبًا مع توزع مراكز الاقتراع التي تحددها وزارة الداخلية. إضافة إلى حضورها في مراكز الاقتراع، تعمل لادي على استقطاب 450 مراقب/ة جوالين في مراكز الاقتراع في لبنان وفي المناطق التي تشهد منافسة حامية في العادة. وذلك للتبليغ عن أي أحداث طارئة، كما تراقب الجمعية عملية فرز الأصوات في لجان القيد بفرق تضم كل منها 5 مراقبين في 26 قضاء. وبدأت الجمعية باستقطاب أكثر من 60 مراقبًا ومراقبة لمراقبة انتخابات الخارج في حوالي 27 بلداً.
ولفت الأمين العام للجمعية روني الأسعد إلى أنه، وبالرغم من كل الظروف والتحولات والانهيار المالي والاقتصادي غير المسبوق وتساقط مؤسسات الدولة، تطلق «لادي» عملية مراقبتها لانتخابات 2022 النيابية، من خلال 950 مراقباً، ينتشرون في لبنان نهار الانتخابات في 15 أيار، من حدود النهر الكبير في عكار إلى مارون الراس في الجنوب.
كان لافتا اعلان من عشيرة آل زعيتر، ان المرشحة عن احد المقاعد الشيعية في دائرة بعلبك – الهرمل سارة منصور زعيتر على لائحة «قادرين» المدعومة من حركة «مواطنون ومواطنات في دولة» ، لا تمثل العائلة، كما لفت بيان آخر سبق ان صدر عن عائلة أبو دية ، ان المرشحة عن المقعد الشيعي في دائرة زحلة على لائحة «القوات اللبنانية» ديما أبو دية ،لا تمثل العائلة ، وانه «لا يعبر عن هوية العائلة ومسيرتها النضالية».
بالنسبة لسارة زعيتر ، فان اوساطا من العشيرة تعتبر ان هذا البيان لا يمثل العائلة بمختلف مكوناتها ، وخصوصا لجهة البيان الذي يقول : أنّ «المرشّحة عن المقعد الّشيعي في دائرة البقاع الثالثة (بعلبك الهرمل) سارة منصور زعيتر ، لا تمثّل العائلة»، لافتةً إلى أنّها «تمثّل من رشّحها في حركة «مواطنين ومواطنات». وأكّدت أنّ «العائلة تبقى وفيّة لنجلها عضو كتلة «التّنمية والتّحرير» النّائب غازي زعيتر».
وهنا يطرح السؤال نفسه، ماذا عن ترشيح د.مدحت زعيتر في لائحة « العشائر والعائلات للانماء» ، علما انه سبق لأحد وجهاء عشيرة آل زعيتر ، وهو نظير زعيتر «أبو أدهم»،ان اصدر بيانا في وقت مبكر، أعلن فيه دعمه للمرشح عن المقعد الشيعي في دائرة بعلبك – الهرمل الدكتور مدحت زعيتر ، داعياً افراد عائلته للمشاركة الفعالة والوقوف لمن رشّحته العائلة، وكما جاء في بيان نظير زعيتر :«لم ترتهن عشيرة آل زعيتر يوماً بقرارها لأحد ، إنّما أوفت بعهدها بما يُقارب الـ ٣٠ سنة بالوقوف لمن أرادوا تمثيلها خلال تلك الفترة المُنصرمة بناءً لطلبهم مقابل وعود أُطلقت لعشيرتنا في تسعينيات القرن الماضي نتحفّظ عن ذِكرها».
أضاف : «اليوم وبعد كل ما يحدث من إنهيارات إقتصادية وإجتماعية وغوص منطقتنا بالحرمان على مدى سنوات طِوال ، قرّرنا نحن كجزء كبير من عشيرة آل زعيتر خوّض الإنتخابات النيابية بمرشّح يمثّل عشيرتنا ، ليكون صوت العشيرة حيث يجب ان يكون ، وتكون أولوياته ملف العفو العام، لِما له من تداعيات إيجابية على بعلبك الهرمل، ناهيك على العمل لإنجاز الفرّز والضمّ وإنشاء مناطق صناعية وترخيصها في المنطقة.
من هنا واستنادا الى إجتماعات خاصة أجريناه ، نعلن دعمنا المُطلق للدكتور مدحت رشدي زعيتر (ابو أرز) كمرشح للعشيرة ونبارك ترشّحه وهو المعروف بنهجه المقاوم ويحمل فكر الامام موسى الصدر بعقله ويومياته». داعيا « أبناء عمنا في العشيرة للوقوف الى جانبه صفاً واحداً متراصّاً ، كما نحثّ للمشاركة الفعّالة في الإنتخابات بأكبر نسبة، ولِنعيد للعشيرة مكانتها وصوتها على صناديق الإقتراع».
اما بشأن المرشحة أبو دية ، فهي لم تقل انها مرشحة العائلة، ولم تعلن انها مرشحة «القوات اللبنانية»،ولم يكن طموحها أن تتكتل عائلتها حول ترشحها الذي تؤكد أنها تخوض الانتخابات النيابية كمستقلة، مع حريتها في الترشح في أي لائحة توفر لها حظوظاً بمعركة جدية مع حواصل.