IMLebanon

6 أيار إمتحان حقيقي لنزاهة السلطة وتجردها وحيادها المُطلق

6 أيار إمتحان حقيقي لنزاهة السلطة وتجردها وحيادها المُطلق

الإستحقاق النيابي محط أنظار المجتمع الدولي وهيئات الرقابة الأوروبية

عمر البردان

 

لبنان تلقى في الساعات الماضية إشادات عربية ودولية بنجاحه في إجراء انتخابات المغتربين

على مسافة 6 أيام من موعد الانتخابات النيابية المنتظرة الأحد المقبل، استُكملت كافة الاستعدادات اللوجستية والإدارية لإنجاز هذا الاستحقاق بأفضل صورة ممكنة، بالرغم من الاستنفار السياسي والطائفي الذي بلغ ذروته في الأيام القليلة الماضية، حيث لم تتردد المكونات السياسية التي تخوض غمار هذا الاستحقاق، باستعمال كافة الأسلحة المتاحة أمامها للتشهير بخصومها، ووسط إجماعٍ لدى هذه المكونات بعدم حيادية السلطة التي يستخدم مرشحوها الوزراء الـ17 كل إمكاناتها في تحضيراتهم ليوم الانتخاب الموعود.

وإذا كانت الدعوات جميعها تطالب بإنجاز الانتخابات النيابية في أجواء من الهدوء والديموقراطية ليعبّر اللبنانيون عن رأيهم في صناديق الاقتراع دون ضغوطات من جانب أي طرف، فإن تجربة انتخابات المغتربين التي جرت في الدول العربية وبلاد الانتشار، بدت مشجعة بنتائجها الإيجابية إجمالاً، على الرغم من بعض الشوائب التي اعترت العملية الانتخابية، وهذا الأمر يبدو طبيعياً، خاصةً وأنها أول انتخابات تجري في الخارج، وهذا برأي مصادر وزارية كما أبلغت «اللواء»، إنجاز هام يُسجَّل للعهد ولوزارة الخارجية، وإن لم تشهد العملية الانتخابية مشاركةً واسعة من جانب المغتربين، لأسباب متعددة، لكن الأهم أن المغتربين اللبنانيين مارسوا حقهم الديموقراطي في انتخاب ممثليهم إلى الندوة النيابية، على أمل أن يُصار في الانتخابات المقبلة إلى الاستفادة من الأخطاء التي شهدتها هذه الانتخابات، لتصحيح الشوائب والتحضير بشكلٍ جيّد ومدروس للاستحقاق النيابي في الـ2022، حيث يُتوقع أن تزداد نسبة المشاركة بشكلٍ أفضل بين اللبنانيين المغتربين الذين أظهروا توقاً واضحاً لممارسة حقهم الديموقراطي.

وتشير المصادر إلى ارتياح القيادات السياسية والحزبية بشكلٍ عام إلى تجربة انتخابات المغتربين، ما يؤكد جهوزية السلطة السياسية لإنجاز بقية الاستحقاقات التي تنتظرها وفي مقدمها انتخابات الأحد المقبل التي ستكون بمثابة عرسٍ حقيقيٍ للتقاليد الديموقراطية التي يحرص اللبنانيون على التمسك بها، بالرغم من كل الظروف الصعبة التي يواجهونها، في ظل اكتمال كافة التحضيرات من جانب الوزارات المعنية بهذا الاستحقاق، وبما يمكّن الناخبين من الإدلاء بأصواتهم بكل حرية في مراكز الاقتراع التي ستتولى حمايتها القوى الأمنية والعسكرية المولجة تأمين الاستقرار الأمني على طول مساحة البلد في يوم الانتخاب الموعود.

وأشارت المصادر الوزارية إلى أن لبنان تلقى في الساعات الماضية إشادات عربية ودولية بنجاحه في إجراء انتخابات المغتربين، قبل أيامٍ قليلة من الانتخابات العامة التي سيشهدها البلد الأحد المقبل، ما يعكس التزام العهد والحكومة بتوفير كل الأجواء الملائمة التي تسمح بإنجاز هذا الاستحقاق بصورة طبيعية، باعتبار أن المجتمع الدولي ينظر إلى الانتخابات النيابية، على أنها امتحان حقيقي لنزاهة السلطة السياسية في لبنان وتجردها، وما إذا كانت قادرة على أن تبرهن حرصها على توفير الأجواء الديموقراطية الملائمة التي تكفل للبنانيين أن يحددوا خياراتهم بكل تجرّد وموضوعية، بعيداً عن كل ما من شأنه أن يسيء إلى العملية الانتخابية، وهذا بالتأكيد لن يكون في مصلحة هذه السلطة القائمة وسيعرِّض مصداقيتها العربية والدولية للاهتزاز.

ولفتت المصادر إلى أن توجيهات صدرت إلى المعنيين بالعملية الانتخابية بضرورة اتخاذ كل الإجراءات المطلوبة لضمان سير الاقتراع بأفضل صورة ممكنة، لتفادي حصول ما قد يعكِّر صفو هذه العملية في كل مراكز الاقتراع، على غرار ما حصل في انتخابات المغتربين وأن يُصار إلى الاستفادة قدر الإمكان من الأخطاء التي حصلت في هذه الانتخابات، لتجنب تكرارها في انتخابات الأحد المقبل، حيث ستكون العيون العربية والدولية شاخصة باتجاهها، وهذا ما يفرض على القيادة السياسية والوزارات المولجة في هذه الانتخابات، تأمين كل مقومات نجاحها وعلى كافة المستويات.