من دون مقدِّمات، ومن دون سابق إنذار، أحدٌ ما في «حزب الله»، «كبس الزر» للناشطين وللذباب الإلكتروني، فاشتعلت مواقع وحسابات التواصل الاجتماعي مهدِّدةً بالويل والثبور وعظائم الأمور، على خلفية الإجراءات التي بدأت تتخذها السلطة التنفيذية وينفذها الجيش اللبناني وجهاز أمن المطار، فارتفعت الأصوات في الحوارات والتغريدات تهدِّد بـ «7 أيار» جديد وبـ «6 شباط» آخر، وهما تاريخان «مجيدان» بالنسبة إلى ثنائي «حزب الله» وحركة «أمل»: «الحزب» في «7 أيار 2008» نفَّذ غزوة بيروت، وحركة «أمل» 1984 أسقطت الجيش اللبناني في بيروت من خلال دفع اللواء السادس الذي كان بقيادة الضابط الشيعي لطفي جابر، إلى الانشقاق عن الجيش اللبناني. ووصل التهديد إلى حد وصف رئيس جهاز أمن المطار العميد جورج كفوري بأنه «صهيوني».
يكتب الإعلامي قاسم قصير، نقلاً عما يقول إنه «مصادر سياسية وأمنية مطلعة» أنه «إذا استمرت الممارسات الانتقامية والعشوائية في مطار بيروت الدولي بحق المسافرين وزوار المقامات المقدسة من الجمهورية الإسلامية، فإننا سنكون أمام حصول انتفاضة شعبية تشبه ما جرى في السادس من شباط 1984، أو تحرك شعبي يشبه ما جرى في 7 ايار 2008، اعتراضاً على إقالة قائد جهاز أمن المطار».
ما لم يقله الإعلامي قاسم قصير، قاله وسيم بزي:
«سنكون أمام 700 سابع من أيار، وما حصل على طريق المطار، كردة فعل عفوية وأولية، لا شيء أمام ما يمكن أن يحدث».
وما لم يقله الناشطان قصير وبزي، قاله ذباب إلكتروني لـ«حزب الله»، يقول إن اسمه «عباس شكر»، ويهين فيه رئيس جهاز أمن المطار العميد فادي كفوري، وجاء في التغريدة: «هذا (هنا استخدم اسم حيوان) الصهيوني فادي كفوري يلي رح يكون سبب في 7 أيار تاني».
من خلال الناشطين والذباب، يبدو أن «حزب الله» بدأ يخرج عن أطواره، كنتيجة منطقية للهزائم المتلاحقة التي مني بها، وبلغت ذروة الانفعال في ما قاله رئيس وحدة التنسيق والاتصال الحاج وفيق صفا:
«نحنا ما حدا بقا يجرّبنا، صارت العالم واصلة معها لهون».
السؤال موجَّه إلى «حزب الله» وحركة «أمل» معاً: هل فائض القوة ما زال لديه صلاحية الاستعمال؟ هل يخاطر «حزب الله» مجدداً في دفع المزيد من الضحايا في سبيل تحقيق أحلام، لا بل أوهام، مستحيلة؟