يبشّر إعلام الممانعة بـ 7 أيار مقبل، وكأنه باعتقاده اليوم الذي تنتظره قوى 14 آذار. فالفرضيات التي وضعها إعلاميو 7 أيار تستعرض الأسباب غير الموضوعية بناء على إشكالية وفرضيات غير دقيقة فيخلص التحليل الى منهجية مسيّرة والجواب على إشكاليتها مؤكّد في نظرهم حتى قبل البحث بها!
الفرضية الخاطئة هي من بين فرضيات أخرى تتوهّمها الممانعة: فهل يعقل أن قوى 14 آذار غير مهتمة أبدا بخطر تنظيم «داعش» الداهم في حال وقعت تغيّرات في المنطقة، خصوصا وان «داعش» لا يستثني أحدا من دائرة خطره؟ على الأقل إن فكرة واحدة صحيحة في فرضية إعلام الممانعة وهي أن تغييرات جذرية كبيرة ستحصل في المنطقة وبأن الحزب الممانع لن يكون قادرا على منع حصولها.
يحاول إعلام ممانعة 8 آذار تصوير قوى 14 آذار وكأنها تهدف الى إحلال الفوضى في البلاد. وإن كانت قوى 14 آذار متفوّقة ومنتصرة في مفهوم الحق والعدالة، لكنها في المقابل ليست مسلّحة وهي تطالب بنزع السلاح، فكيف لها أن تتمنّى الفوضى؟ فلو فعلا أنها تتمنى الفوضى لما كان نواب 14 آذار يواظبون على حضور جلسات المجلس النيابي لانتخاب رئيس.. فمن يسعى إذاً الى بثّ الفوضى في البلاد؟
واهم من يصدّق بأن 7 أيار هي مخرج قوى 14 آذار. وليس حقيقة ما يُنشر عن أن هدف «عاصفة الحزم» هو «استفزاز» اي طرف في البلد لإشعال 7 أيار جديد. وإن كان المحللون الممانعون مقتنعين بذلك تمام الإقتناع، فلأن قناعتهم مقرونة بنتائج ستنعكس سلبا على مصير ممانعتهم وربما ستضع لها نهاية.
القصة وما فيها أن الإعلام الممانع يروي قصصا نسجها خياله، ولكن سمح لنفسه أن ينسبها الى «الفكر الآذاري». ولكي تبدو القصة قريبة من الحقيقة كان على الإعلاميين الممانعين الإتفاق على سيناريو من الفرضيات والتحليلات والإشكاليات.. وتبقى الإشكالية الأساسية: متى سيخيب ظنّ هؤلاء الإعلاميين بتحليلاتهم ليكتشفوا أنها أوهام؟ وأما الفرضيات فيمكن اختصارها بواحدة: هل إن «عاصفة الحزم» تثير الرعب في نفوسهم أم أن ثقتهم بقيادتهم الممانعة باتت هشة؟
في الواقع إن من يقرأ ما ينقله إعلاميو الممانعة عن سياسيين آذاريين يعتقد أن هؤلاء يقطنون معه في منزل واحد وتدور بينهم أحاديث سياسية مصيرية فيقصّ السياسيون المذكورون لهؤلاء الإعلاميين أحداثا «ولا بالخيال»، وكأنهم يجلسون أمام كرسي الاعتراف! أو ربما يظن هؤلاء الإعلاميون بأن شخصيتهم محببة وقريبة من القلب ومحطّ ثقة لدرجة يصبح سهلا أن يعبّر الإنسان لهم فيها عن مكنونات قلبه!
ليست هذه المرة الأولى التي يواجه إعلاميو الممانعة الأحداث ببعضها. وإن كانت «عاصفة الحزم» حديثة، ففي العام الماضي كان الإتجاه في الكتابات التي إيجاد «داعش» بدل 7 أيار والغريب في هذه الفرضية أن «داعش» و7 أيار، كلاهما موجّه ضدّ 14 آذار تحديدا!
من دون شكّ، هناك ما هو صحيح في هذه التحليلات. وهو أن الآذاريين واللبنانيين عموما، يسعون الى التخلّص مِن كل مَن يحمل سلاحا، وقادر على القتل أو الذبح أو الإبادة أو التعذيب. فليس هذا الطرف أفضل من ذاك، وليس من يقتل بالرصاص ابتهاجا أفضل ممن يخطف ليذبح أو ممن يلقي البراميل المتفجّرة.. كلهم وجوه لعملة واحدة. فهل بدأ التحضير لـ 7 أيار إعلامي؟