IMLebanon

لا أعادَهُـمُ اللهُ عليكم

 

 

لا أعادهُ اللهُ عليكم كهذا العيد عيداً، ولا أعادَهُمُ اللهُ عليكم طبقةً سياسية حاكمة لا يكون معها أعيادٌ بل أثوابُ حداد.

 

في خطاب نصف الولاية، وليتَ الولايةَ لـم تنشطر الى نصفيـن، لأنّ جبران… خليل جبران يقول: لا تقبلْ بالنصف فلستَ نصفَ إنسان…

 

في ولاية ذلك النصف، أعلنَ الرئيس ميشال عون: «وجوبَ اختيار الوزراء والوزيرات وفقاً للكفاءة والخبرة وليس وفـقَ الولاءات السياسية أو استرضاءً للزعامات»…

 

ولكن يبدو أن الزعامات هي التي تتحايل على اختيار الحكومة وفـقَ الولاءات من طريق فبركة الوزراء بالإستنساخ والتمويه والنظارات السود وثيابِ المهّرجين المزركشة بألوانهم.. وغـاب عن أذهان الأذكياء أن التبـرّج لا يمكن أن يُخْفيَ عاهاتِ المشوّهين.

 

 

ورئيس الحكومة المكلّف وعَـدَ.. بحكومة المستقلّين، أي بالمستقلّين عنهم وعـن كلِّ زعامات السلب والنهب ودعارة الفساد، بحكومة الإختصاصيين والتقنوقراطيين والتقنيّـين وعَـد، ولا يكفي أن تكون التقنية حسب تعريفها التمتُّع بالمهارة والإتقان في مزاولة العمل، ولا يكفي أن يكون الوزير صاحبَ كـفٍّ نظيف وسمعةٍ حسنة والدجاجةُ تأكل عشاءه، بل يقتضي أن يملك من الذكورية ما يجعله يقـفُ في وجـه الكفوف الملوّثة والديوك الصائحة على مزابلها.

 

 

 

أصحابُ نظافة الكفوف لا يخافون حتى ولو كان اللصوص ينتسبون الى مرجعيات مدجَّجة بالسيوف، لأن الأيدي الملوَّثة لا تستطيع أن ترشق الآخرين بحجر، ولأن السارق المكشوف جبانٌ وبسيفه يجرح نفسه.

 

 

 

في قانون العقوبات: الذي يُقْدم على إخفاء معالم الجريمة يكون شريكاً في الجرم، والذي اشترك في الحكم على مدى ثلاثين سنة أو ثلاث سنوات أو ثلاثة أشهر، لا يستطيع أن يتنصّل من المسؤولية سارقاً كان أو بريئاً أو ساكتاً عن الشرّ أو شاهد زور، ولا يستطيع المرتكب أنْ يهرب من الحكم إلى الحكم، أوْ من حكم المحكمة الى حكم الحكومة.

 

 

 

لا نصدّق أنّهم ما زالوا يتكمّشون بكراسي الحكم على أنّـه مصدرٌ للفواحش وستّارٌ للعيوب، وما زالوا يعيشون في رخـاء الفلَكِ الأعلى منقطعين عمّا في الأرض من فواجع، والأرض التي تـدور حول الشمس يعيش عليها الشعب بلا نـور.

 

 

 

ثمـة حالةٌ تنطبق على مَـنْ يتمتّعون بالألم الشعبي يصفها الإصطلاح الفلسفي بالـهوَسَ الناتج عن اضطرابات نفسية واندفاع غريزي لإشباع حاجة النفس بهوى السرقة وهوَس العظمة.

 

يقابله هوسٌ من نوع آخر يتأتّـى من مآسي الشعب وأوجاعه ومن صرخةٍ عارمة لن تتوقف عند إسقاط الحكومة، بل تنطلق كالعاصفة إلى اقتلاع كلّ الشجر في جنَّـةِ الحكم بـما في ذلك شجرُ النخل.