Site icon IMLebanon

حمى الله لبنان من التأرجُح  بين اليأس والأمل

حمى الله لبنان… في أقل مِنْ أربعٍ وعشرين ساعة إرتسمت في لبنان، وللبنان، صورة رباعية الأبعاد:

لبنانُ الإنتشار.

لبنان الغارق في الصراعات الدولية.

لبنان في مواجهةٍ مع إجراءات أميركية.

ولبنان العائد إلى الديمقراطية من باب البلديات.

***

في لبنان الإنتشار، ليس قليلاً أنْ يكون من أصلٍ لبناني رئيس أكبر دولةٍ في أميركا الجنوبية، ميشال تامر رئيس البرازيل.

في الوقت عينه، السيدة الأولى في كلٍّ من الأرجنتين وأفغانستان، من اصلٍ لبناني.

هذا الإنتشارُ اللبناني، على مستوى الرئاسات في العالم، هو مدعاة فخر واعتزاز. لكنه من حينٍ إلى آخر يُنغَّص بمواجهات، وهنا نصل إلى البعد الثاني.

***

لبنان في دائرة الملاحقة الأميركية النقدية، من باب القوانين التي تصدر عن الخزانة الأميركية. هذه الإجراءات التي باشر لبنان، عبر المصرف المركزي، بتطبيقها، يبدو أنّها ستفتح سِجالاً إذا لم يُدَرْ بطريقةٍ علمية واعية، فإنه ربما يؤدي إلى ما لا تُحمَد عقباه على المستويات النقدية والإقتصادية وانعكاساتها المعيشية، فكيف يجري التعاون مع هذه القوانين:

كتلة نواب حزب الله تعتبر أنَّ موضوع القانون الأميركي، الذي صدر أخيراً والتزمت المصارف اللبنانية أحكامه، من شأنه أن يؤسس لحرب إلغاء محلية. لم تكتفِ بهذا الموقف العالي السقف، بل شنَّت هجوماً على مصرف لبنان وعلى عدد من المصارف متهمة إياها بتأجيج حرب الإلغاء هذه. والأخطر من كل ذلك اعتبارها أنّ تطبيق هذه القوانين والتعاميم التي تأتي في سياقها، من شأنها تعريض البلاد لانهيارٍ نقدي خطير ولفوضى عارمة.

***

أين مجلس الوزراء من هذه المواقف؟

نقاشٌ مستفيض جرى في جلسة أول من أمس الخميس، ولكن لخطورة الموضوع وحساسيته تمَّ ترك معالجتها إلى رئيس الحكومة تمام سلام وحاكم مصرف لبنان ووزير المال. بين أيدي هذا الثلاثي يكون الملف في أيدٍ أمينة بعيداً عن المزايدات التي لا تؤدي سوى إلى كوارث، لا سمح الله.

المعالجةُ ستبدأ من أسس واضحة وشفافة سبق أنْ اعتمدها حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وهذه الأسس كان الجميع في جوِّها بما فيهم حزب الله، خصوصاً أن هذه القرارات والتعاميم التي تصدر عنها ليست موضع مناقشة لأنها قرارات عالمية وليست محلية، فلماذا تعريض لبنان للمخاطر، إذا لم يكن بالإمكان تغيير هذا الواقع؟

هذا ما يسأله الكثير من المتابعين، الذين يدعون إلى إبقاء هذا الملف بعيداً من تداول المزايدات لئلا يقع لبنان في المحظور النقدي والمالي.

***

في البعد الرابع والأخير، يبدو لبنان على رغم كل ما يجري فيه وحوله واحةً ديمقراطية تتمثَّل في الإنتخابات البلدية والإختيارية. هذه الواحة، على رغم كل ما يشوبها من عيوب فإنها تُعطي بصيص أملٍ إلى ما يمكن أنْ يكون عليه المستقبل.

***

حمى الله لبنان…