Site icon IMLebanon

حمى الله لبنان 

حمى الله لبنان

حمى الله طرابلس

حمى الله الجميع مما يُحاك لهذا البلد الذي ما كاد يتنفس الصعداء حتى انهمرت عليه المصائب من كل حدبٍ وصوب، وما كادت طرابلس تتنفَّس الصعداء حتى جاءتها مصيبة العملية الإنتحارية لتُعيد عقارب ساعة الإستقرار أزمنةً إلى الوراء.

***

حمى الله طرابلس

حمى الله لبنان

أقل من شهر نعمت عاصمة الشمال بالأمن والاستقرار، فمنذ أواخر تشرين كان الجيش اللبناني قد أحكم قبضته على المنطقة وفُكِّكَت المربعات الامنية والعسكرية الميليشيوية، وبدأت طرابلس تعود إلى سابق عهدها، وتردد ان العام الجديد سيكون فاتحة أمل بالنسبة إلى عاصمة الشمال، وجرى تحصين هذه الخطوة وهذه الإنجازات ببدء الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله لتخفيف الاحتقان في الشارع، وبدأت توضَع الخطط الانمائية لمدينة طرابلس خصوصًا والشمال عمومًا،

واستبشر الناس خيرًا.

لكن فجاة ً ومن دون سابق إنذار، عادت كل الامور الإيجابية إلى النقطة الصفر.

من دون تحاليل واجتهادات وتقديرات وتوقعات، فان ما هو المطلوب اليوم هو التماسك الوطني الحازم. فالبلد اليوم، وأكثر من اي يومٍ مضى، يدخل في المجهول، فكيف بالإمكان مقاومة هذا المجهول؟

المواجهة يُفتَرض أن تتم على مستوييْن: الاول حكومي والثاني شعبي. حكوميًا، وفيما جلسة مجلس الوزراء تلتئم اليوم فإن المطلوب أن ترتقي قليلا أعلى من مستوى ملف النفايات، صحيح ان هذا الملف حيوي وملحّ لكن الدماء في أرض جبل محسن يُفتَرض أن تكون بندًا أول على جدول أعمال الجلسة، فما حدث في جبل محسن سيكون وقعه مدويًا ما لم تتم إحاطته بالعناية القصوى وذلك للاسباب التالية:

إن المخططين لِما حدث في جبل محسن، يعتقدون ان خطتهم ليست معزولةً في الزمان والمكان ويُخشى ألا تكون عملية يتيمة، والخطر كل الخطر أن يكون ما حدث مجرد بداية.

صحيح انه تمّ التعرف الى هوية الانتحارييْن، ولكن هل هذا يكفي؟ ألم يأخذا اسرارهما معهما؟ كيف سيتم تحصين الخطوات اللاحقة؟ ماذا ستُعد الحكومة لطرابلس ولجبل محسن؟ أكثر من ذلك كيف ستتلقَّف المناطق الاخرى ولاسيما عرسال ووادي خالد وصيدا وعين الحلوة وحتى بيروت، ما حصل في طرابلس؟ ما هي الحصانة الشعبية التي ستتوافر؟

هنا يأتي دور الحاضنة الشعبية، إن المطلوب التضامن مع طرابلس، ليس من الشمال فحسب بل من كل لبنان. إثر حادثة فرنسا تداعى الفرنسيون إلى النزول الى الشارع تعبيرًا عن التضامن مع الضحايا، لماذا لا يحصل الأمر ذاته في لبنان؟ أليس بهذه الخطوة يجري تحصين الشارع؟

ان العملية الانتحارية التي حصلت في جبل محسن أخطر بكثير من الحادثة التي وقعت في فرنسا، حادثة جبل محسن قام بها اشخاص من البيئة ذاتها لمكان الاستهداف مما يطرح اسئلة خطيرة حول واقع الاستهداف.

***

أكثر من ذلك فإن حادثة باريس أدت إلى لحمة وطنية فرنسية فشاهدنا نيكولا ساركوزي في الاليزية بعد خصومة الانتخابات مع فرنسوا هولاند. عندنا تبقى الخلافات السياسية قائمة حتى ولو سالت الدماء من جبل محسن إلى طرابلس، أفلم يحن الوقت بعد للخروج من مرحلة الخلاف الى مرحلة الوفاق؟ وكيف يُترجَم ذلك من دون انتخاب رئيس جديد للجمهورية؟