Site icon IMLebanon

دِقّ الميّ…مَي

 

يقفز رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل من ملعب إلى ملعب. من ستاد أحمد بن علي في مدينة أم الأفاعي، إلى ستاد البيت، إلى ملعب 947 (والرقم هو عدد الحاويات التي تشكل منها الملعب). يعشق الرجل الذي لا ينام الـ «فاتبول»، ولو بعد منتصف الليل. وكيف له أن يفوّت شهراً من العمر؟ في قطر يجمع ولي العهد الأورنجي المتعة إلى الإفادة.

 

والسؤال الذي يتبادر إلى أذهان محبي النائب الفذ. على مين تارك أرضك وأهلك؟ على مين تارك دفة قيادة التيار؟ على مين تارك مهمّة التصدي لرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي؟

 

على عمّك؟ طبعا لا. فالرئيس السابق المقيم في الرابية يحتاج إلى 6 أشهر من التأمل كي يستوعب أن الرابية ليست بعبدا. ويحتاج إلى 6 أشهر أخرى كي يصلح، كقاضي صلح، ما خرّبه صهره في التيار.

 

ربما اختار جبران هكتوراً للهجوم على ميقاتي، لما يتمتع به وزير الشؤون الإجتماعية من قوة بدنية وذهنية. يصلح هكتور للعب في منتخب أستراليا للرغبي. قد يقول الخبثاء، إن هكتور ليس عونياً. لهؤلاء نقول: عونيٌّ ونص. كل تصرفاته ومقابلاته تؤكد ذلك.

 

إن التصدي لرجل خبير ومجرّب كنجيب ميقاتي ليس بالأمر السهل، سليم عون يصلح للمهمة، لجهة الطول فقط. لهذا اختار جبران تسليم دفة القيادة والزر النووي بطبيعة الحال، إلى نائبته، و»ديبّو» أسراره، وقُرّةِ عينه، والأمينة على خطّه الاستراتيجي، وموضع ثقته، المحامية الآنسة مي خريش.

 

على نَفس أركيلة، وفي استراحةٍ بين شوطين، إستلت نائبة رئيس التيّار للشؤون السياسية هاتفها الخلوي. وضعت نظارتي «القريب»، إرتدت وجه العنفوان وغرّدت على حسابها «دولة الرئيس… الأزمة الإجتماعية يلّي عم تتحجج فيها مش مستجدة… إنت رئيس حكومة مستقيلة والدستور بيمنعك تدعي لمجلس وزرا بغياب رئيس جمهورية…من وين استرجعت حق ساقط… وساقط معو تكليفك؟».

 

عندما تطلع مي بفتوى دستورية يطلع أنور الخطيب من قبره مصفقاً، وترقص عظام إدمون ربّاط فرحاً. الآنسة ميّ مرجع الباحثين عن الرأي الدستوري الرشيد. مي صاحبة رأي رشيد وقامة قيادية رشيقة. هنا لا بد من الإشارة إلى أن قادة التيار يتناولون في صبحيات المجد حليب Zero Fat مع حبوب شوفان أما الآنسة مي فيأتونها من الكاميرون بحليب سباع مبستر، وهي في الحقيقة لم تغرّد بل زأرت وهددت بـ»انتبه (يا نجيب) من الحقد لأنو بيجر للفتنة… النصيحة كانت بجَمَل… بعرف عم تضحك ع المتل لأنك بتسعّر بالدولار».

 

كنتُ ظننتُ أن مي الناصِحة والعالِمة، بعدما دعكتها التجارب، أصبحت أكثر حكمة وأقل حدّة وأطول صبراً (كخبيرة سجّاد) لكن دق المي…مَي.