IMLebanon

أيَّار والإستحقاقات الكبرى

سُمِّيَت كما يُسمّون أنفسهم، لائحة البيارتة… إنها اللائحة التي يرضى عنها الرئيس سعد الحريري ويُبدي ارتياحه إلى التوصل إليها لأنها لائحة المناصفة والإعتدال والإنماء، وفي المحصِّلة فإنَّ البلديات هي إنماء أولاً وأخيراً.

***

لكن هذه الخطوة ما قبل الأولى في رحلة الألف ميل وليست حتى الخطوة الأولى:

بيروت تحتاج إلى كل شيء. لماذا نقول بيروت فقط؟

لأنها قلب لبنان، وحين يتعافى القلب فإنَّ سائر أعضاء الجسم تتعافى.

أليس معيباً أنَّه في الوقت الذي كانت فيه لائحة بيروت تُعلَن، كانت الروائح الكريهة المنبعثة من النفايات ومن بقايا النفايات تملأ فضاء العاصمة؟

بيروت فيها مشكلة اختناق السير، وفيها غيابٌ للمواقف العمومية وندرة في المواقف المدفوعة، بيروت تفتقد إلى حدائق عامة وإلى مساحات خضراء، ولكن مَن أولى ممن دفع دماً حفاظاً على بيروت، من أن يتبوأ المسؤوليات البلدية فيها؟

***

ولكن أبعد من البلدية، كيف نستمر بالبلد؟

أو كيف سيواصل السياسيون حياتهم السياسية فيما البلد يترنَّح؟

التحديات كبيرة فيما إلهاءات السياسيين أكبر، ففي الوقت الذي يغرق فيه لبنان بالبلديات، هناك استحقاقات كبيرة وربما تكون أكبر من طاقة لبنان على تحملها، صحيح أنَّ لبنان سيغرق في شهر أيار المقبل بالمماحكات البلدية، لكنه سيكون الشهر المتبقي للدورة العادية لمجلس النواب، وبعده لا تشريع ولا مَن يُشرِّعون.

الإستحقاق البلدي ينتهي في التاسع والعشرين من أيار المقبل، أي يوم الأحد الأخير منه، فلا يبقى سوى يومين للتشريع، وبعدها يدخل لبنان في المجهول التشريعي، فماذا بعد؟

في الرابع والعشرين من أيار أيضاً يحتفل لبنان بمرور عامين على الشغور في موقع رئاسة الجمهورية، ليدخل بعد ذلك التاريخ السنة الثالثة على الشغور، وكل المعطيات تشير إلى أنَّ إنتخابات الرئاسة ليست في المدى المنظور.

بالإضافة إلى الشلل الحكومي والتعطيل التشريعي، هناك إجراءات لا يمكن أن تنتظر وهي الإجراءات التي سيتخذها مصرف لبنان، بالتعاون مع المصارف، وهذا من شأنه أن يُبعد عن لبنان المتاعب المالية التي تدق أبوابه، لكنَّ حكمة حاكم مصرف لبنان رياض سلامه وأداءه المتزن، أبعد شبح أي قطوعات مالية عن لبنان.

لكن لا يمكن إنقاذ لبنان من خلال ما يقوم به حاكم مصرف لبنان، فرياض سلامه يقوم مشكوراً بما يقوم به، ولكن أين الآخرون، على مختلف المستويات ليلاقوه في منتصف الطريق؟

إنه السؤال الذي يُطرَح والذي، وللأسف، لا يوجد في الساحة مَن هو قادر على الإجابة عنه.