Site icon IMLebanon

لم تعطونا السلام …وأخذتم منا ما يدهش العالم

 

 

في الوقت الذي كانت سالي حافظ تهز اللبنانيين « بيسارها» وبرجولتها في «سرقة» الضوء وليس في «سرقة» أملاكها كانت بنات بلدها يهزنَّ العالم بيمينهنَّ ويسرقن الأضواء في أقوى بلد على الكرة الأرضية ويدهشن العالم فيردن لها اعتبارها وأنوثتها وللبنان عظمته وتفرّده، والقول من على أعرق المسارح العالمية نحن لسنا اقل شأناً من بنات الغرب، ومواهبنا ليست اقل خبرة من مواهبكم وتقنياتكم وإحداثياتكم. فنحن بما لدينا نستطيع أيضاً الإبداع في خطف النجومية من أقوى النجوم. اما الرسالة الأقوى فكانت إيقاعات ذهبية صفعت الملايين وصعقت لجنة الحكم، وعلمتهم كيف يتقن اللبنانيون ومن عمق الألم، أن يخلقوا الإبداع، وكيف يمكنهم من قعر الضعف أن يستمدوا القوة وكيف يعيدون إشعال الرماد فتوقد جمراته أضواء .
نعم، بالأمس خطف لبنان من أعظم بلد نجومية لم تُخصص له لكنه استحقها بجدارة، فعلّم البلد «الصغير» العالم، انّه عندما يحتضر حزناً تنبعث روحه ويحلّق ويطير مثل طائر الفينيق ومن فوق ينبعث من جديد ويُبعَثُ حيّاً .
فلا يخفت له صوت ولا تنطفئ شعلته أما الرسالة المعبّرة فقوله للعالم، نحن النور والنار والزيتون فإن اردتم ناراً كنّا ناراً، وإذا اردتم النور فسنشرق وننير العالم وإذا اردتم سلاماً فنحن غصن الزيتون، لم تمنحونا سلاماً ولم تعطونا السلام …وأخذتم منا ما يدهش العالم .

فاجأت فرقة «مياس» اللبنانية العالم في الفوز بلقب الموسم الـ 17 من برنامج America’s Got Talent للمشاهير، بعد أن أبهرت لجنة التحكيم والمشاهدين بعروض ساحرة، وفوزها في تصويت الجماهير وأصوات لجنة التحكيم.

وتنافست الفرقة الإستعراضية اللبنانية التي تألفت من 37 صبية من مختلف المناطق اللبنانية مع 10 فرق في نهائيات المسابقة، بعضها من الولايات المتحدة الأميركية والأخرى من فرق عالمية.

وكما عمّت الفرحة ابناء الجالية اللبنانية في الولايات المتحدة، كذلك سرق الحدث الأضواء في لبنان وكان الحدث.

وبدأت التهاني تنهال على فرقة «مياس» التي رفعت اسم لبنان عالياً من كافة اللبنانيين بدءاً برئيس الجمهورية العماد ميشال عون، الذي اجرى إتصالاً هاتفياً بمدرب فرقة «ميّاس» اللبنانية نديم شرفان، وهنّأه على الفوز الذي حققته الفرقة في برنامج الإستعراض العالمي America’s Got Talent، والذي أُعلنت نتائجه فجر أمس بتوقيت بيروت، معرباً عن «سعادته بهذا الإنجاز العالمي»، وطلب منه نقل تهانيه الى أعضاء الفرقة وسائر العاملين فيها.

كما ابلغ الرئيس عون شرفان عن قراره منح فرقة «ميّاس» وسام الإستحقاق اللبناني المذهب، «تقديراً لعطاءاتها الفنية ونجاحها». وشكر شرفان الرئيس عون على مبادرته، واعداً بنقل تحياته وتهانيه الى جميع أعضاء الفرقة.

وكان الرئيس عون قد هنّأ على صفحته الخاصة على موقع «تويتر» الفرقة وكتب الآتي: «فوز فرقة «ميّاس» بأهم برامج المواهب العالمية، مدعاة فخر للبنانيين واعتزازهم. هنيئاً لشابات «ميّاس» ومدربهم وسائر مسؤولي هذه الفرقة، وشكراً لجهودكم وإبداعكم لأنكم زرعتم الأمل والضوء في قلوبنا جميعاً».

من جهته غرّد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي عبر حسابه على «تويتر»، كاتباً: «مجدداً يتجلّى الإبداع اللبناني بعرض رائع لفرقة «ميّاس» في الولايات المتحدة الأميركية، على أمل ان يكون النجاح متلازماً دائماً لها. مبروك الفوز والى المزيد من التألق».

بدورها هنأت وزارة الخارجية في بيان، فرقة مياس بـ»فوزها معبرة عن اعتزازها الكبير بما حققته هذه الفرقة من أداء مميز خطفَ أنظار العالم، ورفع اسم لبنان الى أعلى المراتب الفنية والثقافية».

وعلّق نقيب المحررين جوزف قصيفي في كلمة معبّرة بالقول: «في السجالات السياسية العقيمة، والتحدّيات القاتلة، التي تُغرق الشعب اللبناني باليأس والإحباط، وتدفعه إلى الكفر بكل شيء، يأتي الإنتصار الذي حققته فرقة «مياس» اللبنانية للفنون، ليعيد الينا الأمل، بأنّ وطن الأرز لن يسقط، ولن ينكفئ حضوره، وسيبقى ماثلاً بالمبدعين من أبنائه الذين شهروا حبّهم وولاءهم له بأعمالهم المبهرة التي تلامس تخوم الإعجاز الفني والأدبي».

أضاف: «إنّ ما قدّمته فرقة «ميّاس» بإمكاناتها المحدودة، وقدراتها الذاتية، من بين العديد من الفرق العالمية التي تمتلك إمكانات مادية وتقنية هائلة، مدعاة للفخر والإعتزاز».
وتابع: «أمس كان لبنان أمام مشهدين: الأول على أرضه حيث الفوضى والقهر والإذلال وتقلبات سعر الدولار والمحروقات، ومعاجم الحقد والضغينة يستخرج منها السياسيون أقسى الكلمات يتراشقون بها، وكأنّهم يتقصّدون رجم الوطن. والثاني في أميركا عندما أشرق شابات لبنان وشبّانه عبر «مياس»، وانطلقوا كالشهب يحفرون إسمه بإبرة طموحهم على صخرة تاريخه العريق، فقدموا ما يدهش وما يُبهر.

من جهته، غرّد سفير المملكة العربية السعودية في لبنان وليد بخاري، عبر حسابه على «تويتر»، كاتباً: «فرقة مياس، والتي أبهرت العالم، قد منحتنا صورة لبنان الذي نحب. لبنان العُمْلة النّادرة والتي ستبقى جوهرة العرب».