Site icon IMLebanon

انتخابات الكتائب ـــ 2: أنا وابن عمّي على الديمقراطية!

يختتم حزب الكتائب الأسبوع المُقبل انتخاباته الداخلية مع انتخاب الأعضاء الستة الباقين من المكتب السياسي. الديمقراطية التي تغنى بها الكتائبيون كـ»سابقة» في الحياة السياسية، لن تنسحب على الجولة الأخيرة من الانتخابات. الأسماء الستة شبه محسومة، والسبب: «طيّ صفحة الخلاف مع نديم»

أعاد حزب الكتائب تجديد نفسه عبر انتخاب النائب سامي الجميّل رئيساً له. الانتخابات التي نُظمت في 14 الجاري كانت شكلية في ما خص رئاسة الحزب، لكنها كانت معركة «كسر عظم» بين المرشحين على المكتب السياسي ونيابة الرئاسة. «الديمقراطية» داخل البيت المركزي في الصيفي كانت لافتة، خصوصاً أن الكتائبيين اعتادوا في عهد الرئيس أمين الجميّل أن يقفوا دائماً «على خاطره» وعدم السير عكس مشورته. هذه كانت المرحلة الأولى من الانتخابات. إلا أنه في الدور الثاني حيث سيُستكمل انتخاب ستة من أعضاء المكتب السياسي، لن يكون للديمقراطية أي رأي.

يحاول رئيس الحزب طيّ صفحة خلافه مع ابن عمه النائب نديم الجميّل إلى غير رجعة. يحلو له أن يبدأ عهده بأقلّ قدر من الانقسامات الداخلية. لذلك، في الأول من تموز، ستطغى «مصلحة الحزب» خلال انتخابات الأعضاء الستة على «الزواريب والحسابات الضيقة». عمّم نائب المتن كلمة السرّ على «الرفاق»، طالباً منهم «مراعاة نديم». سيلتزم الكتائبيون قرار الجميّل، إلا أن ذلك لا يعني استحسانهم هذا الخيار. تقول مصادر مُواكبة لحركة نديم أنه «في إطار التفاهم الجديد بين ابنَي العم، طُلب من نديم أن يكون ممثلاً داخل المكتب السياسي. رفض في البداية وجود أي حصص، إلا أنه بعد إصرار الطرف الثاني، اتُّفق على أن تتألف حصته من ثلاثة أعضاء». وبعد أن «سقط أو أُسقط المرشحون المقربون من نديم، كان لا بُد أن يُترجم هذا الاتفاق في المرحلة الثانية من الانتخابات».

تقدم بطلب ترشحه إلى المرحلة الثانية من الانتخابات الداخلية كلّ من: ميرا عطالله، دنيز سماحة، سيرج بو حلقة، ريتا بولس، ميرا واكيم، الياس الأسمر، أسعد عميرة، جورج شعنين، بشير بو عاصي ومساعد الأمين العام صلاح مطر الذي كان أول من ترشح، ومن المتوقع أن ينسحب من المعركة. أما بالنسبة إلى العضو السابق المقرب من الجميّل، ألبير كوستانيان، فلن يخوض الانتخابات، لأنه سيتولى مركز «مُستشار الرئيس».

يُعتبر عميرة وشعنين والأسمر «مقربين من نديم». عميرة ابن بكفيا خسر في الدورة الأولى من «انتخابات الـ 16 عضواً» وانسحب من الثانية «رغم أن الشيخ سامي طلب أن لا نُحاربه»، استناداً إلى احد اعضاء المكتب السياسي. شعنين خسر أيضاً في الجولة الأولى وحصل على 87 صوتاً «إعادة انتخابه تُعد كسراً لإرادة الكتائبيين، ولكن الأرجح أننا سننتخبه من أجل نديم». الانتقادات بحقه عديدة، أبرزها أنه «لم يعمل من أجل الحزب ونكل بالكتائبيين خلال مرحلة الانتفاضات الداخلية».

آلية الانتخاب ستكون «شبيهة بتلك التي طبقناها في المرحلة الأولى. سيكون هناك صندوق وستارة وسنستكمل الكوتا النسائية بانتخاب سيدتين»، يقول الأمين العام ميشال خوري. الأسماء التي قُبِل ترشيحها ستُعلق اليوم على اللوح داخل البيت المركزي، «في هذه اللعبة ليس بالضرورة أن يكون قد مرّ على ترشح الفرد ثماني سنوات، فأي كتائبي يحق له الترشح إذا ما استوفى الشروط». بعد ذلك، سيُنظم الحزب في الخامس من تموز «مهرجاناً كبيراً نُقفل خلاله الأوتوستراد ونملأه بالكراسي لتقديم التهاني بانتخاب القيادة الجديدة». يبدو خوري واثقاً وهو يقول: «سيكون أضخم من مهرجان البيال في الـ2013 وسيوجه الشيخ سامي خطابه للكتائبيين. يريد أن يُطمئنهم هو الذي قطع المتحف بامتياز مع الحفاظ على الثوابت. سيكون يوماً مفصليّاً». أما التسليم والتسلم فُحدد تاريخه في 15 تموز.

يبقى مركز الأمانة العامة، الذي تشير المعطيات حتى الساعة إلى أنها ستؤول الى عضو المكتب السياسي رفيق غانم. لا يبدو خوري بعيداً عن هذه الاجواء. يجلس في مكتبه فخوراً بأنه واكب مرحلة جيلين «جُميليين» في الكتائب: «قمت بواجباتي وأُحب الحزب. مكافأتي هي أن ضميري مرتاح والمهم أن يستمر وجود الكتائب». يُبرر عدم ترشحه لأي مركز بأنه «لا يمكنني أن أدير معركة لأنني الأمين العام. أنا ما بترشح، ولكنني موجود».

تبدأ في 1 تموز مرحلة جديدة في حزب الكتائب مع انتهاء الانتخابات الداخلية. تصالح سامي ونديم ووُزعت الحصص، الا أن ذلك لا يعني انتهاء الخلافات. المُشكلة التي ستواجه الحزب هي «حرد» كتائبيي الجنوب الذي يضم سبعة إقاليم ولم يُمثل بأي عضو في المكتب السياسي.