Site icon IMLebanon

السباق المحموم بين الصفقة والرد  

 

 

يؤكد متابعو التطورات ذات الصلة بالمستجدات الناجمة عن تداعيات الحرب على غزة أن مسؤولين أميركيين أبلغوا الى أطراف لبنانية حزبية وفي السلطة بشقيها السياسي والعسكري أن واشنطن «لم تيأس»، بعد ، من التوصل الى تفاهم مع طهران على «دوزنة» الرد الذي سيستهدف إسرائيل بعد امتداد اعتداءاتها التي أدت الى اغتيال الشهيدين إسماعيل هنية في طهران وفؤاد شكر في حارة حريك. ويضيفون أن الأميركي يعمل بقوة على ضبط الإيقاع، ولكنه اذا لم يصل الى نتيجة فإنه سيقف الى جانب العدو في المواجهة مع إدراكه أن نتنياهو وراء هذا التأزم وأنه مصر على الدفع بالحرب الى المزيد من التصعيد. ويمضون قائلين إن الأطراف الحزبية التي تلقت الاتصالات الأميركية تبلّغت أن الرد الإسرائيلي على الرد المقرّر من إيران وحزب الله سيكون «هائلاً» في نتائجه، وأن القاهرة والدوحة المعنيّتين بصفقة التبادل قد وُضِعتا بالتفاصيل، لذلك هما تسعيان لدى إيران والحزب للتوصل الى نتيجة مزدوجة: من جهة يكون الرد ضمن الضوابط لأن عدم تنفيذه سيسيء كثيراً الى معنويات الجمهورية الإسلامية، ومن جهة ثانية إعادة إحياء مباحثات الصفقة على أساس تبادل الأسرى وعلى قاعدة وقف إطلاق النار في غزة لمدة ستة أشهر قابلة للتمديد إن لم يكن وقفاً نهائياً.

 

في أي حال سيبقى الغموض سيد الموقف الى أمد غير معروف، إذ قد يأتي الرد في أي لحظة وقد يتأخر ساعاتٍ وأياماً وربما أسابيع. وهذا الغموض هو ما اعتبره أمين عام حزب الله، في إطلالته الأخيرة، جزءاً من الرد، لأنه يربك العدو.

 

وأما بالنسبة الى استئناف محادثات الصفقة، في القاهرة أو الدوحة، فمن الواضح أنه يثير المزيد من الخلافات داخل الكيان الصهيوني، لاسيما بين نتنياهو ووزير الدفاع غالانت الذي تحدّث، أمس، مؤيداً الصفقة، غامزاً من قناة رئيس حكومة العدو، غير مرة، من دون أن يسميه. ولكن التنسيق بينه وبين وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن بقي في ذروته، إذ تلقى الصهيوني الاتصال الرابع من البنتاغون في غضون ثلاثة أيام.

 

وأخيراً وليس آخراً، فان الدعم الأميركي للصهاينة قد لا  يُترجَم اشتراكاً في الهجوم على إيران أو على لبنان، ولكنه سيعمل على التصدّي للمسيّرات والصواريخ الإيرانية التي ستعبر الأجواء فوق المياه البحرية التي تتواجد فيها الأساطيل الحربية الأميركية، وهذا هو الممر الوحيد لتلك الصواريخ والمسيرات بعدما أعلن العراق والسعودية والكويت والأردن رفضها السماح لطَرَفَي المواجهة استخدام أجواءها في المواجهة.