IMLebanon

معنى الحوار … لبنان يحتاج الى دبكة لا تانغو !

ما يليق بأجواء الأعياد المجيدة أن نتحدث بلغة الأمل – وبخاصة عن لبنان – فنقصّ الكوب الشهير الى نصفين، ونضع نصفه الملآن تحت أنظارنا ونصفه الفارغ وراء ظهورنا، ولو الى إشعار آخر… نقول: لبنان بماضيه القريب، وحاضره العابر بسرعة البرق، ومستقبله المنظور، غير البعيد كثيراً عن الأنوف! وبالعودة الى هذا الماضي الملتصق بحاضرنا، تجهد الذاكرة في ذكر حسنات من غادرنا ونجد العديد منها بعد البحث والتنقيب، ولكن أكثرها حضوراً في البال انه اخرج الى صدارة المسؤولية الوطنية شخصية ذكية وشجاعة وحكيمة وكاريزماتية مثل الاستاذ زياد بارود. وكم من زياد بارود في لبنان الغني بالمواهب، لا يزال خبيئاً ومضغوطاً في قاع خوابي بعض السياسيين والمسؤولين والحكام…

***

تتزامن مع فرحة الأعياد العابرة بارقة أمل بين عائلتين من الاسرة اللبنانية في حوار ثنائي بينهما، أحدهما يمثل قيمة قدسية هي المقاومة، وثانيهما يمثل أثمن ما لدى الانسان وهو المستقبل، ولذلك كان من المستغرب أن يحدث بينهما خلاف وسوء تفاهم بين قيمتين تكمل احداهما الأخرى، اذ اي مستقبل لوطن لا تحصنه وتصونه مقاومة شعبه. غير أن هذا النمط من الحوار الثنائي – على ضرورته وجدواه – ينطبق عليه مشهد رقصة التانغو التي تحتاج الى اثنين على ساحة الرقص البيست. غير أن طبيعة التركيبة السياسية والاجتماعية في لبنان تحتاج الى رقصة متعددة الراقصين تشبه تكوينه التعددي. ولا نبحث بعيداً عن شكل هذه الرقصة واسمها. ذلك ان الدبكة اللبنانية بما فيها من تعدد فحول الرقص، وتشابك الأيدي والأذرع، وتلامس الأكتاف، وتناسق الأداء، هي الأقرب الى طبيعة مجتمعنا وشعبنا، ولعل فحول السياسة عندنا يمارسون مسؤولياتهم بروحية الدبكة اللبنانية!.. هذا عن حاضرنا الملتصق بالماضي القريب.

***

أما عن المستقبل فلا نغالي بالنظر الى الأفق البعيد كما تفعل الأمم المرتاحة والمتقدمة، ونكتفي بالنظر الى المستقبل القريب الذي لا يبعد كثيراً عن أنوفنا. ولذلك لا نتحدث عن اعادة بناء الدولة والجمهورية بعد أن تحول الحديث عنه الى شعار يشبه الستار الذي نخفي خلفه نيات أخرى دفينة! نكتفي فقط بالتطلع الى غد قريب نعبر اليه من حاضر مغمور بوحول قابلة للغسل وتنظيف الأقدام والملابس مما علق فيها، ونتجنب عبور حاضر يطوف بدماء تغرق الجميع حتى الجبين وقمة الرأس! القيادة طموح؟ نعم، وهو مشروع أيضاً، ولكن القيادة عندما تتحول الى شهوة سلطة وتحكم وتنابذ تكون هي بئس المصير. يقود من يحمل معيار الحكمة لا القوة. ومع ذلك، فالحكمة والقوة توأمان متلاصقان… فالحكمة بلا قوة لا تنفع ولا تجدي. والقوة بلا حكمة هي الطغيان والظلم!