Site icon IMLebanon

للإعلام لا للاستعلام!!

عجيب أمر بعض اللبنانيين.

ما ان أعلنوا عن مجيئه، حتى هبّوا، متوقعين نصيحة أميركية، في شأن الرئاسة اللبنانية.

لا أحد يعرف سرّ اللبنانيين.

معظمهم يريد رئيساً للبلاد.

وأكثريتهم تسعى الى رئيس يأتي نتيجة صناعة لبنانية!

ومع ذلك، فثمة شعور بأنهم كانوا ينتظرون، أو يتوقعون نصيحة أميركية ترشدهم الى الرئيس اللبناني المقبل.

وفجأة، وصل مساعد وزير الخارجية الأميركية، الى العاصمة اللبنانية أنطوني بلينكن.

وراح يدور على المرجعيات.

حسب بعضهم أيضاً، انه يحمل إسماً ينصح به للرئاسة الأولى.

واكتشفوا لاحقاً، انه آتٍ الى بيروت، والى السعودية، لاطلاع الجميع، على الاتفاق النووي الأخير.

خاب أمل الجميع.

والخيبة نصف مصيبة.

كان الأميركي الجديد، مثل ذلك الأميركي الذي زار مصر، في عصر جمال عبدالناصر.

يومئذ، لم يذيعوا اسمه.

فقط قالوا ان الأميركي في طنطا.

إلاّ أن الأميركي الجديد أنطوني، أسمع اللبنانيين ما يريد أن يسمعوه.

لكنه راح يصغي الى ملاحظاتهم.

ولا ملاحظة أكثر أهمية من الوقوف على من تريد واشنطن للبنان رئيساً للجمهورية.

والرئيس أوباما مشغول ب الاتفاق التاريخي مع الدول الكبرى، وهمّه الآخر ألاّ يفتح معركة مع اسرائيل، المعارضة بقوة للاتفاق المذكور.

إلاّ أن تصريحاته ل النيويورك تايمز، بأنه يكون قد فشل فشلاً ذريعاً، اذا شعرت الدولة العبرية، بأنها فقدت حرص أميركا على ديمومة كيانها في الشرق الأوسط.

يراهن اللبنانيون على الايحاء الخارجي في الاختيار الرئاسي منذ ناموا على رئاسة حميد فرنجيه، في حقبة الخمسينات، وأفاقوا على وجود كميل شمعون، في الترشيحات الرئاسية.

صحيح، ان أمام اللبنانيين فرصة، للاتفاق، أو للإتيان برئيس ذي صناعة لبنانية، لكنهم مشبعون قناعة، بأن الرئيس المقبل، تصنعه نصيحة خارجية.

ويصعب، على أحد، إقناع أحد، بغير ذلك.

صحيح، أن الموفد الأميركي معه أسماء، أو موحى له محلياً، من السفارة في عوكر، بالاجتماع الى وجوه مرشحة للرئاسة الأولى، لكنه اكتفى بسماع ما تقوله له، أو قد ينقلها الى واشنطن، أو تكون الادارة الأميركية قد تبلغتها من السفارة اللبنانية في عوكر.

في منتصف الخمسينات، كان الرئيس سامي الصلح يحاول دفع الادارة اللبنانية، الى التقرّب من واشنطن، لأن رئيس الجمهورية الانكليزي كميل شمعون كما كان يوصف، قد سارع الى قبول استقالة رئيس الوزراء عبدالله اليافي ووزير الدولة للشؤون العربية صائب سلام، وكلّف الزعيم البيروتي بتشكيل الحكومة الجديدة.

إلاّ أن القبول والتكليف ساهما الى الامعان في تسريع الانعطافة السياسية نحو الأميركان.

بعد القمة العربية في بيروت العام ١٩٥٥، كان التحوّل في المنطقة نحو الأميركان، قد بدأ يسود منطقة الشرق الأوسط، ولا سيما بعد إخفاق العدوان الثلاثي البريطاني، الفرنسي والاسرائيلي في ليّ ذراع المارد العربي جمال عبدالناصر، وطيّ صفحات أنطوني ايدن وغي مولليه ودايفيد بن غوريون.