IMLebanon

والاعلام سلاح

 

 

حقق الاعلام نجاحاً يمكن وصفه بالحاسم من دون أدنى تردد. ويجدر التنويه بالدور، بالغ الأهمية، الذي أدّته قناة «الجزيرة» القطَرية، طبعاً من دون التقليل من أهمية اقنية تلفزيونية أخرى الى جانب وسائط الاعلام على مختلف اتجاهاتها وأهدافها. الّا ان مدى انتشار «الجزيرة» الواسع والصدقية الموضوعية التي اكتسبتها في الاقليم والعالم كان لهما اسهام فعّال في ايصال الحقيقة الى الزوايا الأربع من المعمورة، والى كشف وقائع العدوان الوحشي على قطاع غزة، والفظائع التي لا سابق لها. وقد ادّى ذلك الى تنوير الرأي العام في مختلف العواصم والمدن، ما شكّل ضغطاً قوياً على الحكومات، وعليه لم يعد متاحاً لحكّامٍ ورؤساء كثيرين سوى تعديل مواقف بعضهم وتطوير مواقف آخرين. مثالاً على ذلك الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي كان يزايد على نظيره الأميركي جو بايدن في الانبطاح أمام الصهاينة، فيتحوّل الى ادانة مجازر نتانياهو واركان حكومة الحرب المجرمين في استهدافهم المدنيين من اطفال ونساء وشيوخ، وكذلك ادانته الحصار اللاانساني على سكان غزة.

 

وحتى بايدن توقّف عن ترداد معزوفته المقيتة: «ليس ضرورياّ ان تكون يهودياً لتكون صهيونياً فأنا صهيوني من دون ان أكون يهودياً». وأيضاً لم يعد وزير خارجيته يردد : «أنا هنا بصفتي يهودي قبل ان أكون وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية».

 

وأدى تأثير الاعلام في المعركة الى ان يلاحق الصهاينة في فرنسا وانكلترا والمانيا وسواها وسائط الاعلام التي كشفت مجازر العدو بتلفيق تهمة «معاداة السامية». وهو اتهام جاهز للصقه بكل صوت حر يرتفع مندّداً بوحشية الطغمة المجرمة في الكيان العبري.

 

الى ذلك أحيت حكومة نتانياهو النصوص التي يتخذونها ستاراً لكمّ الأفواه التي تشير، في داخل الكيان، الى ارتكاباتهم، والتي تعمل على تصحيح كذبهم حول أرقام خسائرهم في المعارك. واخر مثالٍ اكراهُ صحيفة «يديعوت احرونوت» على سحب الحقائق عن موقعها الالكتروني، وهي التي كشفت، بالأرقام والأسماء استناداً الى سجلّات المستشفيات، ان عدد جرحى العدو في غزة تجاوز الخمسة الاف وليس فقط سبعماية جريح كما يدّعي جيش حرب العدو…

 

وفي اطار أهمية الدور الاعلامي، يُشار الى ان الناطق باسم حماس، «ابو عُبيدة» بات نجماً في الاعلام الفضائي، بالمعنى الايجابي وليس بالمعنى السلبي كم كان الحال مع أحمد سعيد الشهير الذي عرفه أبناء جيلنا.