بالتأكيد لبنان يعيش محنة حقيقيّة، محنة صدمة اللاأخلاقيّة السياسيّة، لبنانيون كثر يعيشون صدمة التنصّل من اتفاق معراب التاريخي، خيبة لا تصدّق، نعيش أزمة حقيقيّة لا نفهم ولا نعرف كيف سنغادرها، بالأمس بحثتُ كثيراً عن بصيص أمل في هذه اللحظة اللبنانية السياسيّة اللاأخلاقيّة وجدتُ إجابتي وبوارق النّور، في كلمات رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، في معراب 27 تشرين الثاني 2015 قال الدكتور سمير جعجع: «نحن لبنان أولاً وأخيراً(…) نحن المقاومة اللبنانية وثورة الأرز و»14 آذار» فقط لا غير»، وأنا أصدّق سمير جعجع…
وجدتُ الإجابة في كلمة «الحكيم» في أيلول شهداء القوات اللبنانيّة عام 2015، لبنان هذا شعبه شهيد حيّ، مات من أجله شهداء كثر، ومن المؤسف أنّ شعبه أيضاً شهيد يمشي على الأرض، لا شيء يبعث على الثقة في هذه اللحظة اللبنانيّة المخيّبة للآمال، ولكن هذه الحلكة عشنا مثيلاتها في مراحل متعددة وتجاوزناها، صمدنا وتخطيّنا، وأظنّ أننا اليوم بحاجة إلى كلام نثق به يبعد عنا شبح الخيبة والإحباط، بالأمس وجدته في كلام الدكتور سمير جعجع أكبر المعنيين بأحداث الأيام الماضية.
«لبنان ما انتهى، ولا عم ينتهي، ولا رح ينتهي. قضّينا كتير. ومرق علينا كتار: حثّيين وفرس ورومان ومماليك، وإمبراطوريات، وسلالات، وإنتدابات، وإحتلالات ووصايات. كلّون فلّوا، وبقي لبنان. مرق علينا ظلم كتير وقهر كبير، مرق علينا فقر وتعتير. مرق علينا مجاعة رهيبة، وصارت الناس تموت من الجوع عجوانب الطرقات. مات تلت لبنان، وهاجر تلتو التاني، وبقي لبنان. أدّما تجمّعت الزبالة وكتروا السماسرة واستشرى الفساد وطلعت الروايح الكريهة، ما رح نعرف يأس، ورح نبقى، رح نبقى، رح نبقى! رح نبقى حرّاس حلم الناس، وما بينعسوا الحرّاس. رح تبقى العزيمة فينا، وما بيتعبوا الحرّاس!
فشلوا يهجّرونا بالحرب. وفشلوا يهجرونا بالسياسة. فشلوا يهجّرونا بالمجاعة. وفشلوا يهجّرونا بالوصاية. فشلوا يهجّرونا بالفقر. وفشلوا يهجّرونا بالقمع والاعتقالات. وفشلوا يهجّرونا بالاغتيالات وفَشَرُوا يهجّرونا بالزبالة والقرف والصفقات. اليأس شقفة من المؤامرة. منشان هيك لازم نكون ضد اليأس لأنّو لازم نسقّط المؤامرة.
إذا كل الجيوش الغريبة والدبابات والمدافع والقمع والقهر والفقر والمجاعة ما قدروا نالو من عزيمتكون، شويّة أطنان من الزبالة ما رح تنال من عزيمتنا. ومتل ما إنتو بنضالكون تخلّصتوا من الجيوش الغريبة والمصاعب اللي واجهتكون، نحنا بنضالنا مستمرين تا نخلّص لبنان من أطنان الفاسدين وتجار السياسة.
وما حدا يخوّفنا بالصعوبات، نحنا وقت الصعوبات قوات!
وَيْلٌ لِشَعْبٍ حُكوماتُهُ عاجِزَةٌ، فاشِلَة، فاسِدَة. ويلٌ لأُمَّةٍ لا تُمَيِّزُ بينَ جَيِّدٍ وَرَدِيء. «ويلٌ لأمَّةٍ مقسَّمةٍ إِلى أجزاءَ، وكلُّ جُزءٍ يحْسَبُ نفسَهُ فيها أمَّة».
أسباب الشلل والفساد والضياع والواقع المزري اللي وصلنالو مش بس السياسيين الفاسدين وطريقة تشكيل الحكومات، بس كمان وجود سلطة خارج السلطة ودويلة حد الدولة.
عارفين إنّو المواضيع الوحيدة اللي عم بتكون عابرة للخطوط السياسية بالبلد هي الصفقات؟ وقت اللي بيتفقوا ناس من 8 وناس من 14 عا تقاسم المغانم والمنافع، بمعزل عن الطروحات السياسية المتناقضة لـ8 و14. ما بقا رح نقبل بهالواقع. ورح إعلنا من هلّق ثورة جمهورية كاملة عا كل شي إسمو فساد بمعزل عن 8 و14».
في كلمات سمير جعجع هذه، وجدتُ إجابتي، كلماته أكّدت لي أنّ ما يتوجّب علينا في هذه المرحلة العصيبة أن نستمرّ في المقاومة، برغم الخيانات والتعقيدات ومحاولات سرقة أصوات الناس في الانتخابات!