IMLebanon

لقاء الراعي والأقطاب الموارنة… حصل

يُخِيِّم التفاؤل على الصرح البطريركي في بكركي، بعدما نجحَ البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في تقريب وجهات النظر بين الأقطاب الموارنة الأربعة.

ما كان مستحيلاً منذ مدّة أصبح واقعاً، وكلّ ما يُحكى عن مقاطعة الأقطاب الموارنة لبكركي كان وهماً. فمهما بلغَ الخلاف بين البطريرك والأقطاب فلن يصل إلى درجة مقاطعة المرجعية الأولى للمسيحيين في لبنان والشرق. وعلى هذا الأساس، يعمل الراعي بعيداً من الإعلام، إذ إنّ الصرح البطريركي تحوّلَ خليّة نحل، حيث يعمَد المكتب الإعلامي إلى توزيع الأخبار والنشاطات الهامشية لسيّد الصرح، فيما اللقاءات المهمّة والنشاطات الرئاسية تبقى بعيدةً من الإعلام.

لا ينتظر أحد رؤية مشهد الأقطاب الموارنة مجموعين في بكركي لالتقاط الصورة الجماعيّة، وكلّ ما يُحكى عن لقاء مرتقَب بات كلاماً من الماضي، لأنّ اللقاء حصل، ووضعَ الخطوط العريضة وخريطةَ طريق للاستحقاق الرئاسي. وفي هذا الإطار تكشف مصادر بكركي لـ«الجمهورية»، أنّ «العماد ميشال عون، والدكتور سمير جعجع، والرئيس أمين الجميّل، والنائب سليمان فرنجية، زاروا بكركي منفردين، وخصوصاً جعجع التي زارَها أكثر من مرّة، وعقدوا لقاءات ثنائية مع الراعي بعيداً من عدسات الكاميرات، تركّزَت على وضع المسيحيين والاستحقاق الرئاسي، وتخطّوا بزياراتهم هذه، الهَمّ الأمني، وأبدوا ليونةً ومرونة في التعامل مع الاستحقاق الرئاسي».

وتلفتُ المصادر إلى أنّ «الليونة التي أبداها عون وجعجع خصوصاً، هي نتيجة شعورهم بالمسؤولية، وعدم قدرتهم على تحمّل مسؤولية تاريخية بتعطيل الاستحقاق وضرب الموقع الماروني الأوّل». وتؤكّد أنّ «لقاءً بين عون وجعجع سيُعقَد قريباً في بكركي، والبطريرك متفائل بقرب صوغ اتّفاق بين الرجُلين، واستطراداً مع الجميّل وفرنجية.

أمّا تسمية المرشّح فستحصل بالاتّفاق بين الجميع، ولن يسمحَ البطريرك بخروج الكرة من الملعب المسيحي»، موضِحةً أنّ «البحث يتركّز الآن على الآليّات الواجب اعتمادُها لإنقاذ استحقاق الرئاسة، إذ إنّ كلّ قطبٍ مرشّح، وما يحصل في كواليس بكركي لن يُعلن عنه قريباً». إلّا أنّ المصادر تشدّد على أنّ «شيئاً كبيراً حدَث، بعد لقاءات البطريرك مع الزعماء، يدعو إلى التفاؤل، لكن بلا تحديد موعد نهائي».

وعلى خطّ الوساطات الأوروبية، علمت «الجمهورية» أنّ الفاتيكان بارك المبادرة الفرنسية، والقيام بأكبر حركة ديبلوماسية مترافقة مع ديبلوماسية فاتيكانية لا تهدأ بغية تفكيك العراقيل الرئاسية، وسط إتفاق فرنسي- فاتيكاني على إنقاذ الدور الماروني في لبنان، لأنّ الإسترسال في الفراغ الرئاسي سيُهدّده، انطلاقاً من اعتبار الفاتيكان أنّ موارنة لبنان هم أساس وجود مسيحيّي الشرق، بينما فرنسا تريد لحلفائها التاريخيّين أن يبقوا على الخريطة للسياسية للشرق.

من جهة ثانية، تنفي مصادر بكركي لـ«الجمهورية» أن «يكون الراعي قد دخلَ مع مدير دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الخارجية الفرنسية جان فرانسوا جيرو في لعبة الأسماء، لأنّ الراعي لا يسمح لنفسه أن يبحث في الأسماء المرشّحة مع موفدين خارجيّين».

أمّا المناقشات بين الرجلين، فتكشف المصادر أنّها شكّلت «جولة أفق في الأسباب الداخلية والخارجية التي تعرقل الاستحقاق، وقد أوضحَ جيرو أنّ فرنسا تؤكّد أنّ ملفّ الرئاسة في عهدة الراعي فقط، وتثقُ بدوره، وهو سيتابع مساعيَه الداخلية مع الزعماء الموارنة، فيما سيكون لجيرو جولة خارجية لتسهيل الاتّفاق مع القوى الإقليمية، حتى تتلاقى العوامل الداخلية والإقليمية ويحصل الانتخاب قريباً».

إلى ذلك، تُظهِر بكركي ارتياحَها للدور الفرنسي، ولتجديد الثقة بها، خصوصاً أنّ نجاحَ الراعي في مساعيه لإيصال رئيس بمساعدة فرنسية يعني أنّ دورَ بكركي وفرنسا ما زال فاعلاً، وسط حديث عن تراجُع فرنسا في التأثير بالسياسة الدولية، وعدم قدرة بكركي على تحريك الداخل اللبناني عموماً والمسيحي خصوصاً لانتخاب رئيس للجمهورية.