Site icon IMLebanon

لقاء عون – جعجع: أن يأتي متأخراً أفضل من أن لا يأتي

أن يأتي اللقاء بين رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون ورئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع متأخراً أفضل من أن لا يأتي أبداً، هذا هو الإنطباع السائد لدى الفريقين العوني والقواتي اللذين يسعيان إلى إشاعة أجواء مطمئنة من الحوار على الرغم من دعساته «الناقصة» بفعل عدم قيام اللقاء المنتظر.

لقد أنجزت معظم الترتيبات بين المكلفين في التحضير للحوار أو اللقاء، أي النائب إبراهيم كنعان ورئيس لجنة التواصل في «القوات» ملحم رياشي اللذين أمضيا ساعات وساعات في تهيئة المناخات وتحضير الملفات واجراء المناسبات، لكن الإجتماع لم يتم، وكانت رسائل المودة والتقدير بين «الجنرال» و«الحكيم» قد ارتفعت إلى مستوى عال جداً لكنها لم تبلغ الذروة في ما خص الملف الأكثر تعقيداً ألا وهو الانتخابات الرئاسية، فظل عالقاً غير متفاهم عليه بعدما قطعت معلومات عربية وغربية الشك باليقين بالنسبة إلى صعوبة حلول التوافق المسيحي – المسيحي وإصرار طرف إقليمي على دعم أحد المرشحين حتى النهاية.

الهواجس نفسها يتشاركها الفريقان وأن لكل منهما قراءة مغايرة، غير ان الإطار يبقى واحداً «حماية الدور المسيحي والمسيحيين». ويقول مراقبون ان نقاط التوافق لا بأس بها والرغبة متبادلة في جعل الحوار بين «التيار» و«القوات»، يصل إلى مستوى متقدّم على أن تكون وثيقة إعلان النوايا بينهما باكورته وهي وثيقة يجب أن تقترن بتوقيع عون وجعجع، أي أن تكون معهودة بتوقيع الاثنين معاً، والفرق كبير بين الرغبة والترجمة..

في الأسابيع الماضية القليلة، أتت نسبة التوقعات باللقاء الوشيك مرتفعة، لكنها ما لبثت أن انخفضت حتى عادت تنعدم، فماذا جرى؟ وهل أضحى الأمل مفقوداً بإجرائه وهل أن الصورة التاريخية للزعيمين المسيحيين ومصافحتهما صعبة المنال؟

 تؤكد مصادر في تكتل التغيير والاصلاح لـ«اللــواء» أن الأمور لا تزال «ماشية»، وأن هناك فئة متضررة من الحوار الحاصل تعمد إلى بث إشاعات مغرضة، وهي نفسها لا تحبذ تغيير «الستاتيكو القائم»، فلا تريد انجازاً تاماً للإستقرار الأمني أو السياسي أو الاقتصادي، متساءلة: أين المشكلة في قيام التأخير ولماذا لا تُستقى المعلومات من مصادر موثوقة بدلاً من اللجوء إلى فبركات لا تمت إلى الحقيقة بصلة.

وتُشير المصادر إلى ان العماد عون فاتح مستفسريه بقصة الأخبار المفبركة عن الحوار وقال لهم: «لا تصدقوا ما يحكى»، معلنة انه ما من مرّة اطلع فيها الجنرال نوابه على مجريات الحوار لتفضيله الكتمان والسرية.

وتنفي المصادر أن يكون ملف رئاسة الجمهورية نقطة الاختلاف باعتبار ان هذا الملف سيحضر لاحقاً بعد إنجاز البنود الواردة في وثيقة إعلان النوايا. قائلة: «لقد ذكر الدكتور جعجع أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تدعم الجنرال، وفاته القول ان المملكة العربية السعودية لا تريده ومع العلم ان المسؤولين الإيرانيين قالوا انهم يدعمون ما يتم التوافق بشأنه في الداخل ووحده حزب الله جاهر بدعم ترشحه.

وتلفت إلى انه يجب ألا ننسف حق العماد عون برئاسة الجمهورية، غير ان ذلك لا يعد مشكلة تواجه الحوار بين «التيار» و«القوات». ونقول: ما من ضرر في انتظار بعض الوقت دون حرق الخطوات اللاحقة، فالتشنج لم يعد قائماً هو كفيل بتسهيل الأمور.

وتضيف هذه المصادر: الاختلاف في الرأي حق واللقاء بين الجنرال والحكيم سيحصل لا محالة، وعندها سيكون مشهد العناق والمصافحة بين الرجلين على صدر الصفحات الأولى للصحف اللبنانية، مؤكدة انهه لن يتم في اليومين المقبلين، لكنه أضحى بحكم المنعقد والتهافت على إلتقاط هذه الصورة التاريخية سيكون أكبر مما يتخيل البعض، أما التنازلات وغيرها فهي غير مدرجة لا في الصورة ولا في جدول اللقاء .. كما ان الحديث عنها لا يزال مبكراً.