«اللواء» استطلعت آراء عدد من النواب عن توقّعاتهم لنتائج اللقاء الروحي
لم تنجح كل محاولات ودعوات البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي لانتخاب رئيس للجمهورية، لذلك لم يكن أمامه سوى الصلاة والتأمل، من خلال دعوته للنواب المسيحين الى بيت عنيا في يوم أربعاء أيوب، لعلها تحصل معجزة سماوية تنهي الشغور الرئاسي وتعيد انتظام عمل المؤسسات الرسمية والبدء بانتشال لبنان من أزماته المتعددة وغير المسبوقة.
في هذا الوقت، فإن حراكا خارجيا سُجل في الساعات الأخيرة باتجاه لبنان لتحريك الركود الرئاسي، ان كان من خلال زيارة وزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية الدكتور محمد بن عبد العزيز الخليفي الى بيروت حيث كانت له مروحة كبيرة من اللقاءات، أو فرنسيا عبر استقبال مستشار الرئيس الفرنسي باتريك دوريل لرئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية مع الحديث عن إمكانية استقبال باريس لشخصيات سياسية أخرى.
مصادر سياسية أكدت لـ«اللواء» بأن الملف الرئاسي وضع على السكة الصحيحة، ولكنه لا يزال يحتاج الى بعض الوقت لانطلاقه بشكل جديّ، خصوصا ان اتفاق «بكين» بين المملكة العربية السعودية وإيران سيكون له حتما تداعيات إيجابية على لبنان، داعية الى انتظار ما ستؤول إليه مفاعيل تطبيق هذا الاتفاق، علما ان أولوياته كما باتت معروفة هي ملفات اليمن والعراق وسوريا، وتلفت المصادر أيضا الى أهمية التحرك الروسي – الصيني في المنطقة، مؤكدة في إطار آخر الى ان فرنجية لا يزال ضمن الأسماء المطروحة للرئاسة.
وبالعودة الى لقاء بيت عنيا اليوم والذي سيعقد بعيدا عن الإعلام، باعتباره سيخصص لرياضة روحية للنواب المسيحيين وقداس إلهي.
سكاف
وفي هذا الإطار، سألت «اللواء» عددا من النواب المسيحيين عن رأيهم في هذا الاجتماع، فقال النائب غسان سكاف: «من المؤكد انني سأشارك في هذا اللقاء السياسي والذي يعقد بغلاف روحي، فبكركي كانت دائما معنيّة بالكيان وبالمحافظة عليه واليوم لديها خوف على هذا الكيان، وهذا الأمر دفع البطريرك الراعي للتحرك، خصوصا انه لم يعد لدينا ترف إضاعة الوقت، ونتمنى أن تكون مبادرة بكركي إنقاذيه، تبدأ مسيحيا ثم تأخذ بُعدا وطنيا، كما ان هناك إمكانية لأن تخلق مناخا يؤمّن حدّا أدنى من التواصل بين كل مكونات الوطن».
ولفت سكاف الى ان العنوان الذي أُعطي للقاء هو لتمويه المضمون، لأنه في حال فشل اللقاء سياسيا سيُعتبر بانه لقاءً روحيا فقط، معتبرا ان الوضع المسيحي متردٍّ جدا واسوأ مما كان عليه في العام 2016 يوم حصلت التسوية الرئاسية، مشيرا الى ان الإشكالية ليست مسيحية بالدرجة الأولى، بل هناك محاولة لتفشيل بكركي على جمع النواب المسيحيين على موقف موحّد، ولكن لا يجب تحميلها هذا الفشل.
ورأى سكاف انه من المبكر الافراط بالتفاؤل بانتخاب رئيس قريبا بسبب حركة سياسية معيّنة، مشيرا الى ان هناك إمكانية بأن يطول الشغور الرئاسي أكثر مما هو متوقع، لافتا الى ان الخرق يحصل عندما تتبلور الأمور أكثر ويعلن فرنجية ترشحه، مبديا تخوّفه من تداعيات الشغور الطويل الذي قد يؤدي الى نسف المواصفات التي وضعناه ونذهب مرغمين للقبول بما يتيحه التوافق على حساب هذه المواصفات، واعتبر ان قطر تتحرك تحت السقف السعودي.
خلف
النائب ملحم خلف الذي لن يشارك في لقاء الصلاة بسبب وجوده واعتصامه داخل المجلس النيابي منذ 77 يوما، أشار الى ان مسؤولية انتخاب الرئيس تقع أولا وأخير على جميع النواب، واعتبر انه من المعيب انتظار ما سيقرره الخارج لنا ونبقى مرتهنين لقراره، محمّلا مسؤولية خراب البلد ومعاناة ووجع الناس وتحلل الدولة الى جميع النواب دون استثناء.
شمعون
من ناحيته، اعتبر النائب كميل شمعون انه من المعيب عدم تلبية دعوة البطريرك الراعي، حتى لو كان اللقاء لمجرد الصلاة، لافتا الى انه ان «لن يفيد فهو لن يضر»، مشيرا الى انه يمكن أن يكون مناسبة لتقريب وجهات النظر الى حد ما.
وتوقع أن يكون هناك حوارا سياسيا على هامش اللقاء بين النواب، معتبرا انه يمكن أن يكون هذا اللقاء بداية للحل الذي لا بد من إيجاده، لافتا الى ان مطالب بكركي هي مطالب جميع اللبنانيين دون استثناء لأنها لكل الوطن.
شمعون رأى ان التقارب السعودي – الإيراني سيصبّ حتما في مصلحة المنطقة ككل، ولبنان ضمن هذه المنطقة، خصوصا ان الأمور يبدو انها تسير باتجاه التهدئة.
موسى
بدوره، رأى عضو كتلة «التنمية والتحرير» ميشال موسى إمكانية لأن يخلق هذا الحوار الروحي حركة وألفة قبل عيد الفصح، متمنيا لو كان هذا اللقاء جامعا لكل النواب المسلمين والمسيحيين.
يعقوبيان
أما النائب بولا يعقوبيان التي اعتذرت عن المشاركة في اللقاء مع احترامها للبطريرك الراعي كما تقول، فإنها ترى ان الدعوة الى الصلاة تُعتبر أمر شخصي يقوم به الإنسان في منزله، وليس مطلوب القيام بها بشكل جماعي، مشيرة الى انه إذا كان لا بد من عقد لقاء سياسي، يجب أن يكون لقاءً وطنيا وليس مسيحيا فقط، واعتبرت ان لا لزوم لهذا اللقاء.
خوري
من ناحيته، يتمنى عضو كتلة «الجمهورية القوية» النائب إلياس خوري أن يؤسس لقاء بيت عنيا الى إيجابيات على الصعيد السياسي، رغم ان عنوانه بات معروفا وهو روحاني.
ولفت الى انه علينا انتظار نتائج زيارة الموفد القطري، والاجتماعات التي تعقد في باريس، وجديد الموقف السعودي لاتضاح الأمور.
أما بالنسبة لنواب تكتل «لبنان القوي» فقد أكد عدد من أعضائه لـ«اللواء» مشاركتهم فيه، واعتبروا انهم كانوا من أول الداعمين لعقده.
مع الإشارة، الى ان نسبة المشاركة في الاجتماع ستكون شاملة باستثناء قلّة قليلة من النواب قدّموا اعتذارهم، ومن بينهم نائب رئيس مجلس النواب إلياس بو صعب الذي يعتبر ان لبنان بحاجة للقاءات وطنية جامعة للخروج من الأزمة وانتخاب رئيس للجمهورية.