IMLebanon

لقاء مُرتقب بين برّي وعون

هل يزور العماد ميشال عون الرئيس نبيه بري، الاجابة السريعة، نعم سوف يلتقي الرجلان، وقد اخذ هذا القرار، على حدّ قول مصادر في 8 آذار، في سياقه الطبيعي، رغم كل النقاشات الحامية، الصادرة من هنا او هناك. زيارة عون لبري طبيعية بعد او قبل دعم الرئيس سعد الحريري، لترشيح «الجنرال» والسبب ان المعبر الاول والاخير لعقد جلسة قبل اي حديث عن التفاهم لانتخاب رئيس للجمهورية، يمر عبر مجلس النواب. اذ ان رئيسه دستورياً مسؤول عن موعد الجلسة، من ناحية الشكل، فكيف اذا كان عون مرشحاً بالاساس فريق 8 اذار بأكثريته الساحقة.

واشارت المصادر الى ان الحريري اكتشف في هذه الايام النعمة المفقودة لديه، وهي ان فريق 8 اذار، او على الاصح القوى الاساسية حركة امل – حزب الله – القومي –  الديموقراطي – التوحيد – التيار الوطني الحر، وباقي القوى السياسية والحزبية المنضوية تحت هذا التحالف، هي من تملك ان تقرر، او ان تختلف وتتفق، وتأخذ القرار، بشأن رئاسة الجمهورية، والتفاهم السياسي على كل التفاصيل، تحت اي مسمى «سلّة» «تفاهم».

المهم ان هناك توافقات جرت واخرى يجري انجازها، تؤكد المصادر، وفريق 8 آذار يملك قدرة القرار، دون العودة لا الى سوريا او ايران او روسيا ليقرر، اذ هذه العواصم ابلغت كل من زارها او التقى بها، ان «هذا الموضوع بيد حلفائنا في لبنان، اتفقوا معهم ولا مانع لدينا»،  وهو ما قد يكون شكل صدمة حقيقة للحريري وحلفائه الاساسيين في فريق 14 اذار، المضطرين مراجعة كل من الرياض وواشنطن بكل خطوة، خصوصاً لحسم ترشيح العماد عون.

هذه «النعمة المفقودة» لدى الحريري، ستجعله يحسم اموره الخارجية وتحديداً السعودية والاميركية، بمعاونة فرنسية وهذا ما يجري، من اجل العودة الى لبنان، والتوافق مع فريق  8 آذار، واعلان ترشيح العماد عون، بشكل واضح وشفاف، لأن ما يجري اليوم، هو البحث في التفاصيل السياسية، ليصار للتفاهم عليها. وموقف الرئيس نبيه بري من بيان البطاركة الموانة خير دليل، على ان الاتصالات مع بكركي استمرت وتتواصل طيلة الايام الماضية، اضافة للمشاورات التي تجري، بين القياديين المعاونيين للصف الاول، والمقصود بهم، كل من الحاج حسين خليل،والوزيرين علي حسن خليل، وجبران باسيل، ونادر الحريري، وهي لقاءات ثنائية وثلاثية تجري خلف الاضواءرغم كل هذا الضجيج السياسي، والاعلامي، المخيم على مواقف بعض الشخصيات القيادية والحزبية من هنا او هناك.

وتسأل المصادر هل سيحسم موقفه من «كولسة سياسية» الى مواقف معلنة، واخراج ترشيحه للعماد عون من الهمسات الى الموقف المعلن، ام انه سوف يستمر في الكولسات الى ان يأتيه الضوء الاخضر السعودي – الاميركي النهائي ليعلن موقفه.

المصادر تجمع ان الحريري سوف يعلن ترشيح عون، كونه لن يستطيع التهرب والا سوف يسقط سياسياً، ذلك ان الرئيس نبيه بري، رغم دعمه للوزير سليمان فرنجية، الا انه لم يرفض حقيقة ترشيح عون، ويجب التفاهم السياسي معه. وفي المقابل هناك من ينصح العماد عون ويؤكد له أن بري ليس تفصيلاً سياسياً في هذا الاستحقاق بل لاعب رئيسي، ويجب ان لا تمنح الفرصة لفريق 14 اذار والمصطادين في الماء العكر، ان يتلطوا خلف مواقف بري المعلنة والمطالبة بالتفاهم السياسي، الوطني، ليعمدوا الى تفشيل ترشيح الحريري لعون.

وبالتالي لا بدّ «للجنرال» ان يتوقف عند الصمت المريب لصقور تيار المستقبل، تضيف المصادر، او بعض شخصيات 14 اذار، وعدم تعليقهم  السلبي او الايجابي، وهذا ليس موقفاً بريئاً او منتظراً لما سيؤول اليه الحريري، بل هؤلاء يريدون تحميل عون وحزب الله وحركة امل في النهاية مسؤولية اجهاض المبادرات، فيما هم يتوزعون في عواصم العالم المعنية في لبنان، للقوطبة على سعد الحريري، واجهاض مشروعه او انعطافته الجديدة. وفي النهاية، سوف يخرجون ليقولوا حزب الله وبري مسؤولان عن الفراغ الرئاسي ولا يريدان ميشال عون للرئاسة.

المصادر تؤكد على عدم اعطاء الفرصة لهؤلاء ليلعبوا اعلامياً وسياسياً، في وقت يصطادون في الماء العكر.