لا تزال العلاقة بين تيار المردة وحزب القوات اللبنانية «تتلمس» طريقها الصحيحة وتنمو في اتجاه ان تكون علاقة طبيعية وبناءة بين الحزبين وكقوتين لبنانيتين ومسيحيتين ومارونيتين فاعلتين على الساحة الداخلية والسياسية وخصوصاً بعد «مصالحة الدم» بين رئيس تيار المردة النائب والوزير السابق سليمان فرنجية ورئيس حزب القوات الدكتور سمير جعجع في بكركي منتصف تشرين الثاني الماضي برعاية سيد الصرح البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي وما خلفته من ارتياح لبناني عموماً وماروني خصوصاً وشمالي تحديداً ولا سيما بين زغرتا وبشري وما تجمعهما من علاقة جوار ومصاهرة.
وبعد مصالحة بكركي تشهد العلاقة تطوراً آخر يتمثل بإجتماعات تعقد بين الحين والآخر للجنة المشتركة بين الطرفين والمؤلفة من منسق الشؤون السياسية في تيار المردة الوزير السابق يوسف سعادة ومن القيادي في القوات طوني الشدياق.
وامس إستقبل رئيس «تيار المرده» سليمان فرنجيه في دارته في بنشعي، في حضور نجله النائب طوني فرنجيه، ورئيس اتحاد بلديات قضاء زغرتا زعني خير، أمين سر «تكتل الجمهورية القوية» فادي كرم، وعضو التكتل النائب جوزيف اسحق، يرافقهما رئيس إتحاد بلديات قضاء بشري إيلي مخلوف، حيث عقد لقاء مطول تم في خلاله إستعراض العديد من الامور إلانمائية والبيئية التي تتعلق بأقضية زغرتا وبشري والكورة، وسبل معالجتها وذلك في اطار التنسيق المتواصل للنهوض بهذه الاقضية انمائيا وبيئيا.
ويؤكد سعادة لـ«الديار» ان اللقاء كان إنمائياً بإمتياز وهو استكمال لتطبيع العلاقة بين الطرفين بعد إنجاز المصالحة التاريخية فلا شيء يمنع تطورها الطبيعي في أي سياق كان. ويشير الى ان التركيز منصب حالياً على الشق الانمائي والخدماتي لمنطقة الشمال وخصوصاً للكورة وزغرتا وبشري واهدن على مستوى الانماء والطرق ومواجهة اضرار العاصفة. وعن انعكاس لتشكيل الحكومة على تكوين «جبهة حكومية وبرلمانية» بين القوات والمردة يقول سعادة ان كل شيء يبحث في وقته وربما يكون هناك تلاق وتنسيق على «القطعة» في الملفات التي تشهد تقاطعاً وتوافقاً من الطرفين.
ويشير سعادة الى ان اللجنة المشتركة تعقد كلما دعت الحاجة ولم يُقرر اي لقاء آخر قريباً او زيارة للمردة الى معراب الا اذا استدعت الحاجة، كما يؤكد إنتفاء الحاجة الى اللجنة الامنية التي كانت تنسق بين المردة والقوات قبل المصالحة لتفادي اي إشكال او اصطدام بين محازبي ومناصري الطرفين في المناطق المشتركة شمالاً.
بدوره يوضح قيادي في القوات اللبنانية لـ«الديار» ان الهدف الاساسي لزيارة القوات الى معراب امس كان إنمائياً ولكنه إنعكاس ومن التأثيرات الايجابية لمصالحة بكركي والتي فتحت قنوات التواصل بين المردة والقوات واصبحت فرصة التلاقي سهلة وعقد اي جلسة ممكن في اية لحظة وقبل المصالحة كان لقاء من هذا النوع يحتاج الى اتصالات وترتيبات شائكة لعقده.
ويقول القيادي ان الامور ستتابع في البعد الانمائي والمناطقي والمؤسساتي وفي مجلس الوزراء ومجلس النواب سيكون التلاقي على الملف في القضايا التي يحدث فيها تقاطعات وتوافق. اما عن اللقاءات المشتركة فهي قائمة في لجنة المتابعة المسيحية في بكركي ولا مانع من اي لقاء متى استدعت الحاجة اليه. ويجدد القيادي التاكيد على ان مصالحة القوات والمردة ليست موجهة ضد احد ولا تستهدف احداً بل هي دعوة مفتوحة لمد اليد الى كل اللبنانيين وليس فقط المسيحيين والموارنة للانضواء في إطار مشترك يخدم المصلحة المسيحية والوطنية.