سأتفرّغ خلال نهاية هذا الأسبوع لوضع اللمسات الأخيرة على نصّ مسرحيّ أكتبه يحمل عنوان «اجتماع الحمير والمواطنين تحت الشّرفة الجميلة»، وأتمنّى لو تتاح لي فرصة تقديمه على خشبة واحد من مسارح بيروت..
في 28 آب من العام 2009 نشرنا في هذا الهامش مشهداً من هذه المسرحية حمل عنوان «عن الميدنة.. حوار مع «الحمار» وأشرنا حينها إلى أنّ النصّ هو مشهد من مسرحيّة، بعد سنوات سبع حان الوقت ليأخذ هذا العمل طريقه إلى النشّر، وكثرة «الحمير والمواطنين» تفرض علينا استعادة ذاك المشهد وإعادة نشره، على وعد أن أتفرغ لصياغته النهائية خلال الأيام المقبلة…
المواطن: من أنت أيها الحمار؟ منذ أمس الأول واللبنانيون يبحثون عن هويتك؟
الحمار: حمار..
المواطن: ومين اللي طلّعك فوق «الميدنة»؟
الحمار: «هوّي»..
المواطن: وكيف طلّعك؟
الحمار: كنتُ واقفاً في أمان الله يا مواطن، و»المخلاية» مليئة بالشعير، وكان قاعداً على «شرفته الجميلة» يُغنّي، ما كان «مبيّن عليه أن عارضاً ما سينتابه»..
المواطن: (ينهره مستعجلاً معرفة الحكاية) وبعدين؟؟؟؟
الحمار: يُشنهق بأسىً بالغ: «إجتو الكريزة هالمرّة عليّ»!!يا ابن المحظوظة يا مواطن نجوت بجلدك هذه المرّة.. ويشنهق الحمار بمرارة.. أنا معتاد لما «بتجيه ال …» أن يكون أمامه «بني آدمين من جنسكن، وهم يسألون وهو يبهدلهم، ثم نفس البهدلة أسمعها ثانية مساءً و»بيبرم مخي يا مواطن» لأن الصوت يكون آتٍ هذه المرة من الصالون..
المواطن: «آه.. ضَنّي».. هذا يعني أنه يتفرّج «عوصلاتو «..
الحمار: بل أكثر، بيني وبينك، أسمعه يضحك بأعلى صوته ويعلو التصفيق والهوبرة له، ثم أراه واقفاً على «شرفته الجميلة» ويزعق بهالليالي على «ملا صوتو»: «أناااااااااااا»! صدقني يا مواطن «ويلعن اللي بيزلّ عليك»، «نصّ ولاد المنطقة ضربهن الريقان من هذه الصرخة الليلية»!!
المواطن: لا أفهم يا أخي يا حمار، لماذا «دق فيك هالمرة»؟؟ لا أجد جواباً..
الحمار: شنص عاطل.. أصلاً جابوني لعندو من كتر ما كان يراشقن بالحجار، يا أخي بيضل بهالبرية عم يلملم بحص ويدكّن بجيابو.. وكلّ ما حكي معو واحد من جماعتو «بينقفو» بحصة، عطبن يا زلمي.. ما بتحسّن معطوبين، بعدين «صهرو» الله يردّ عنو اقترح عليهم أن يجلبوا له حماراً هديّة وأن يربطوه قرب شرفته الجميلة، وأحضر له معي…
المواطن: يقاطعه.. بردعة؟
الحمار: لأ.. كيس كلل، أنا سمعته يعرفه على أنواعها: يا عمّو هيدا.. «تصّ» وهيدا «زغلول» وهيدا الكبير «طحبوش»… وصار ينقفني الحمار يبكي متأثراً..
المواطن: أنا بينقفني بالكلمة، ما تزعل..
الحمار: كذا مرة كان عماني.. بعدين، قلنّ إنو ما بيحب «الكلّة» اللي بينقفوا فيها الولاد، بيحب «كلّة المدفع» معوّد ينقف فيها.. بصراحة ظللت طوال الليل أصلي شكراً لله بعدما سمعتهم يقولون له: ما فينا نجبلك مدفع.. كانوا خائفين يضربن شي كلّة، ما بينحزرلو لأن..
* أي سياسي «سيدعي» أنه صاحب قصة «الحمار والمواطن» يعرّض نفسه للملاحقة القانونية بتهمة السطو على حقوق الملكية الفكرية والأدبية، فالنصّ جزء من مسرحيّة «إجتماع الحمير والمواطنين تحت الشرفة الجميلة»..