IMLebanon

لقاء الجنرال والحكيم ليس معجزة بل سيصنع المعجزات وينهي مرة اخرى حلم الجميل بالوصول الى الرئاسة

اللقاء المرتقب بين الجنرال ميشال عون والدكتور سمير جعجع ليس معجزة لكنه يخلق معجزات على الساحة المسيحية المهشمة والمهمشة بفعل تنافر الاقطاب، فوفق الاوساط الضليعة في النبض المسيحي ان حصول هذا الامر قد يقلب الموازين رأساً على عقب ويعيد للمسيحيين الالق السياسي بعدما اوغلوا في «الاحباط» منذ العام 1992 يوم قاطعوا الانتخابات تلبية لدعوة بكركي فاللقاء وان كان سيتم على قاعدة «اليوم خمر وغداً امر» يعتبر قمة مسيحية بامتياز كون الرجلين يمثلان بالتوازي معظم الساحة المسيحية من ادناها الى اقصاها ويبدو وفق المعلومات ان الرئيس امين الجميل سيكون الخاسر الاكبر وحيث ستتكسر احلامه بركوب الكرسي الاولى مرة اخرى بعدما ذاق طعمها ولم ينس حلاوة الاسترخاء في القصر الجمهوري في وقت كانت الساحة مجموعة من الحرائق يتحمل الجميل الكثير من المسؤوليات عنها في تلك المرحلة.

وتضيف الاوساط ان التاريخ يتكرر في بعض المراحل الاستثنائية، فلا ينسى احد يوم طار الجميل الى دمشق لاقناع الرئيس السوري حافظ الاسد بتمديد ولايته الرئاسية واثناء الاجتماع دخل كبير موظفي القصر الرئاسي في سوريا واعطى الاسد ورقة قرأها بتمعن وابلغ الجميل بانتهاء الاجتماع و كانت الورقة مرسلة من احد ضباط مخابرات الجميل وفحواها يقول ان اجتماعاً يعقد الآن بين عون وجعجع في وزارة الدفاع وفحوى الامر ان مجرد لقاء القطبين المسيحيين في تلك المرحلة كان كافياً لانهاء مساعي الجميل لدى سوريا بتجديد ولايته العتيدة، وكما الامس كذلك اليوم فان اللقاء الذي يعد له النائب ابراهيم كنعان من قبل «التيار الوطني الحر» ورئيس جهاز التواصل والاعلام في «القوات اللبنانية» ملحم رياشي من علامات الازمنة التي تقطع الطريق على احلام عودة الجميل الى قصر بعبدا لاسيما بعدما حاول ترقيع وضعه مع اطراف 8 آذار من خلال جولته الجنوبية التي اعتبرت تقديم اوراق اعتماد للفريق المذكور من نافذة «حركة امل».

وتقول الاوساط ان مواقف الرئيس الجميل الزئبقية ارتدت وبالاً على ايقاعه السياسي كون المرحلة تتطلب «ليكن كلامكم نعم نعم او لا لا» بينما يقف الرئيس السابق في موقع «البين بين» يضع رجلاً في بور 8 آذار والاخرى في فلاحة 14 آذار على طريقة النائب وليد جنبلاط في وقت تتطلب فيه المرحلة الابيض او الاسود كون الرمادي يشكل مقتلاً لصاحبه، لان الوسطية من المحظورات في زمن الحرائق الكبرى.

وتشير الاوساط الى ان الجميل الذي يسعى ان يكون حصاناً في المرمح الرئاسي لم ينل ثقة 14 آذار ولم تقبل اوراق اعتماده لدى فريق 8 آذار، واذا كان قد حلم ان، الفريق الاول سيرشحه من باب الضرورة في حال عزوف جعجع الذي ربطه بتبني اي مرشح يحمل برنامجه فان الامر يدخل في عالم «احلام ليلة صيف» واذا كان الجميل يراهن على ان حوار عون وجعجع لن يؤدي الى نتيجة على قاعدة ماذا يستطيع كل فريق ان يقدم للآخر فان رهانه ليس في مكانه الصحيح، فبمجرد حصول هذا اللقاء ستتغير امور كثيرة حيث يستطيع كلاهما ان يقدما ما هو لمصلحة المسيحيين الذين باتوا في الشرق آخر الهنود الحمر.

وترى الاوساط ان قمة عون جعجع ايا كانت النتائج تحصن الساحة المسيحية وتزيد من تشبثها بجذورها المشرقية لتؤكد للعالم ان المسيحيين ليسوا جالية في هذا الشرق بل هم اهل البلد وصانعوه والمدافعون عن وجوده وان اقتلاعهم منه يدخل في خانة المستحيلات كونهم يجمعون السيف والقلم وسبق لهم ان جربوا من ايام المماليك والتتريك وبقية الفتوحات وكانت النتيجة ان الغزاة رحلوا وبقي المسيحيون كصخرة بطرس لا تقوى عليها ابواب الجحيم ولا سواطير التكفيريين.