IMLebanon

«لقاء سيدّة الجبل» والهمّ المسيحي والوطني

«لقاء سيدة الجبل» ابصر النور في شهر ايلول من عام 2000 في دار سيدة الجبل في بلدة فتقا من اعمال كسروان برعاية مباشرة ومباركة من البطريرك الكاردينال مار نصر الله صفير، و«تهجر» في العام 2007 الى دار سيدة عانيا – حريصا، والى اوتيل ريجنسي بالاس في ادما، واوتيل الكسندر، في الاشرفية واوتيل غابريال في الاشرفية، في اعوام 2007 و2011 و2013 و2014، بعدما اقفلت ابواب سيدة الجبل في فتقا بوجهه بطلب من سيد بكركي الجديد البطريرك بشاره الراعي، ليعود اللقاء الى مسقطه امس في دار سيدة الجبل – فتقا ويعقد خلوته الحادية عشرة. بحضور حشدمن النواب الحاليين والسابقين والمطران يوسف بشاره وممثلي احزاب وناشطين في المجتمع المدني واعلاميين، واصحاب رأي مستقل، وقد شاركت في معظم خلوات هذا اللقاء، الذي منذ تأسيسه مواكبة لنداء مجلس المطارنة الاول في 20 ايلول 2000، لم يحمل سوى هم واحد، كيف السبيل الى بلورة وحدة وطنية مشتركة بين مختلف الطوائف والمذاهب وبناء جسور بين اللبنانيين وعلى الرغم من اضطهاده من قبل النظام الامني السوري – اللبناني في عهد العماد اميل لحود وتهجيره لاحقا، لم يغير فاصلة واحدة لا في خطابه الوطني التوحيدي، ولا في نص توصياته الختامية، وكان يواجه جميع الاحداث المؤلمة الطارئة والمستدامة، بالتأكيد والتشديد على اهمية التجربة اللبنانية في العيش معا وعلى ضرورة تعميمها على المجتمعات العربية المتعددة، خصوصا تلك التي تشهد حروبا ونزاعات طائفية ومذهبية وسياسية، وتوصياته التي تضمنها بيان اللقاء الختامي لا تخرج عن هذه الثوابت.

***

في حقيقة الامر، وقياسا على خطابي قوى 14 آذار و8 آذار منذ ما قبل اغتيال الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط 2005، وحتى ايامنا هذه، هناك ثابتة واضحة ومعيوشة، تميز خطاب وممارسات قوى 14 آذار، وهي الحرص على وجود دولة قوية عادلة لا ينازعها او يشاركها احد في السيادة والقرار والامن والحماية، وعلى الوحدة الوطنية التعددية والمساواة بين جميع الطوائف، وتبرز هذه الثابتة في شكل واضح في خطاب مسيحيي 14 آذار، اكثر مما تبرز في خطاب قوى 8 اذار، وخصوصا المسيحيين منهم، الذين يحاولون زج المسيحيين في تحالف للاقليات، ما يضعهم في مواجهة عدائية دائمة مع الاغلبية المسلمة في العالم العربي بدلا من العمل جنبا الى جنب مع المسلمين المعتدلين وهم اكثرية طاغية، لمواجهة الارهاب التكفيري من جهة وارهاب الانظمة الدكتاتورية من جهة ثانية، من هنا نرى التشابه الكبير بين ثوابت وطروحات لقاء سيدة الجبل، وبين ما تنادي به وتعمل له قوى 14 آذار، وانفتاح قوى 8 آذار المسيحيين والمسلمين، على لقاء سيدة الجبل الوطني، خطوة مشكورة اذا حصلت تغني العيش المشترك بين اللبنانيين.