Site icon IMLebanon

لقاء قادة الاحزاب المسيحية في بكركي بين الامنيات والواقع الانقسامي.

 

في معرض مقاربتها لدعوة البطريرك الماروني بشارة الراعي لقيادات الأحزاب المسيحية الخمسة للإجتماع في الصرح البطريركي من أجل مناقشة ما آلت إليه الأوضاع على المستوى السياسي الداخلي، وبشكل خاص، التعثّر الحاصل في تشكيل الحكومة العتيدة، والتردّي الكبير في الوضعين الإقتصادي والإجتماعي، قلّلت أوساط نيابية مسيحية من حجم التوقّعات بالنسبة لما قد ينتج عن هكذا اجتماع، واعتبرت أن العنوان الأساسي للقاء، والذي يركّز على الواقع المسيحي بشكل خاص، يشكّل بحد ذاته عاملاً تعطيلياً لأي آليات مرتقبة، في ضوء الإنقسامات والخلافات الكبيرة التي تسجّل على الساحة المسيحية، والتي تحول دون الإتفاق، ولو بالحدّ الأدنى، ما بين الأطراف المدعوة إلى هذا الإجتماع، والتي سبق وأن التقت لمرات عدة في تجارب مماثلة إبان فترة الفراغ الرئاسي، ولكن من دون أية فوائد مباشرة على المسيحيين في الدرجة الأولى، وعلى اللبنانيين في الدرجة الثانية.

 

وبصرف النظر عن الوعكة الصحية التي ألمّت بالبطريرك الراعي، فإن الأوساط نفسها، أكدت أن بكركي ما زالت مصرّة على طرحها الوفاقي من أجل تدوير زوايا الخلافات ما بين المسيحيين أولاً، ومن أجل عرض مسألة التوافق على تأليف حكومة تكنوقراط مصغّرة، بهدف الخروج من الواقع التعطيلي ثانياً. وأوضحت أن كل ما يجري من توالد للأزمات السياسية والأمنية والدستورية، وصولاً إلى الحديث عن النظام وآلياته المعقّدة، قد دقّت جرس الإنذار لدى بكركي، التي تعتبر أن أي بحث في تغيير النظام في لحظة داخلية متفجّرة وانقسامية، لن يؤدي إلى أيّ أهدف أو نتائج إيجابية، بل على العكس، فإن الأجواء المحتقنة تضع مثل هذا التغيير في خانة تفجير الوضع الداخلي على أكثر من صعيد، وليس معالجة الثغرات داخل النظام السياسي اللبناني.

 

وقالت الأوساط النيابية المسيحية نفسها، أن دعوة بكركي لرؤساء الأحزاب المسيحية لبحث ما تتعرّض له مسيرة العهد من عراقيل، لا سيما بالنسبة لتأليف حكومة العهد الأولى، هي مبادرة طبيعية في السياق وفي الأهداف، خصوصاً وأن بكركي قد درجت في فترات سابقة على قول كلمتها في أي استحقاق يتناول الواقع العام عموماً والواقع المسيحي خصوصاً. كذلك اعتبرت أن توقيت الإجتماع الذي يتزامن مع اقتراب موعد سفر البطريرك الراعي إلى الولايات المتحدة الأميركية وإلى عواصم غربية أخرى، يهدف إلى إشراك القيادات السياسية المسيحية وغير المسيحية، ومن خلال لقاءات عدة أجراها البطريرك الراعي في الأيام الماضية في بكركي، في النقاش الذي سيجري في المرحلة المقبلة حول الأخطار التي تهدّد لبنان، بدءاً من تداعيات النزوح السوري، وصولاً إلى التأزّم السياسي، مروراً بالأخطار الناجمة عن التهديدات الإسرائيلية المتواصلة للبنان. وشدّدت على أن القلق الذي تبديه بكركي من الخطر الوجودي الذي يتعرّض لبنان له، يقابله لا مبالاة لدى بعض القيادات التي سبق وأن رفضت في الماضي تقديم أي تنازلات من أجل توحيد الرؤية بالنسبة لكيفية معالجة الأزمات الناشئة.

 

وخلصت الأوساط نفسها، إلى أن استمرار الخلاف حول الحصص والنفوذ في السلطة يسير في الإتجاه المعاكس لكل تطلّعات بكركي، التي ستواصل مساعيها من أجل النجاح في تكوين مبادرة إنقاذية للوضع الحالي المأزوم.