بعد مرور ثلاث سنوات على تأسيس لقاء الجمهورية لا بدّ من مراجعة وتقييم نشاط هذه الجمعية.
أشكر الرئيس ميشال سليمان على انتقائه بوتقة من اللبنانيين، مشهود لهم بأخلاقهم وأدبهم وثقافتهم ونجاحهم وتمرّسهم في مجال العلم والاجتماع والسياسة والجيش والاقتصاد… من دون أي تمييز طائفي أو جنسي أو حتى طبقي.
يجتمع بنا فخامته مرّة في الأسبوع تقريباً لمناقشة أهم أحداث الأسبوع من الزاوية السياسية والاجتماعية والاقتصادية، فاتحاً المجال لتعليقات ومناقشة الحاضرين بكل صراحة وتفاعل. يترأس الجلسة بكل انضباط، مبدياً رأيه بصراحة وحزم ومبرراً مواقفه من تجاربه السابقة المتعددة.
وهنا أسمح لنفسي، فخامة الرئيس أن أبدي رأياً موضوعياً بشخصكم الكريم، وأشهد بالله ان أقول الحق، كل الحق، ولا شيء إلا الحق.
انكم أصبحتم بحد ذاتكم مدرسة، مدرسة أخلاق وأدب ورؤية وإرشاد وعدل ووطنية. لم أسمع منكم يوماً مذمة أو تجريحاً بشكل شخصي تجاه أحد، إنما تنتقدون الأفعال والمواقف بصورة مجرّدة عن الشخص الذي يقوم بها، كما تظهرون الجانب الإيجابي لكل عمل يستحق الثناء. أحترم نظرتكم الفوقية للأمور وعدم اكتراثكم بالتفاصيل الصغيرة. اتخذتم مساراً مقداماً في السياسة، وهو الالتحاق بالمعادلة والمبادئ التي أرستها الأمم المتحدة والمسماةD3: Democracy, Dialogue, Development، والتي تنتهجها معظم الدول المتقدمة في أوروبا الشمالية والوسطى ودول شرق آسيا وحتى بعض الدول الأفريقية…
وأردتم أن تجعلوا من لبنان، منارة الدول العربية، ورفعتم اسم لبنان بتدوين «إعلان بعبدا» في السجلات العالمية والمحافل الدولية، وأردتم السلم للبنان ولقاطنيه.
وهذا ما يُفسّر انتقادكم لمعادلة «حزب الله» الثلاثية أيضاً التي أصبحت بنظركم وبنظرنا لا تأتلف مع المعادلة الدولية الحديثة المشار إليها آنفاً، فالكل ممتن لحزب الله الذي حرّر جنوب لبنان، ونحن مع «حزب الله» ومع كل اللبنانيين الذين يريدون تحرير الأماكن المقدسة، ولكن على الشعب الفلسطيني – وليس على الشعب اللبناني – تحرير أرضه بنفسه، وكفى اللبنانيين مآسٍ وحروب، ويحق لهم العيش بأمان وسلام بعد جميع التضحيات التي قدموها سابقاً.
فخامة الرئيس، أخذتم شعاراً لكم وهو «الدولة فقط» وحاولتم تطبيقه قولاً وفعلاً. حاولتم محاورة «حزب الله» حول سلاحه والسلاح المنتشر في أنحاء البلاد. حسناً فعلتم.
* وزيرة سابقة.