IMLebanon

اجتماع «الأقطاب الموارنة»: نضج المواسم.. أم «لزوم ما لا يلزم»؟

بحلول منتصف الجاري يعود البطريرك بشارة بطرس الراعي من زيارته الرسمية والرعوية الى مصر. سيعود وفي يده «عصا الراعي» لـ«ضرب الحديد وهو حام».

لا تبدو الخيارات كثيرة أمام الزعيم الروحي للموارنة. فاجتماع الأقطاب الموارنة الأربعة يفرض نفسه فرضاً بوجود مبادرة لا تنفك بكركي تصفها بـ «الجدية». لن تتنازل الكنيسة عن دورها، أقله في جمع أبنائها تحت سقف واحد، ولو كان الاجتماع غير منتج فهذا ليس في النهاية من مسؤوليتها وحدها. ولكن إذا كتب للمبادرة النجاح بتوافق الجميع فلن ترضى بكركي بأقل من «تخريج» البشرى من على درج بكركي. ولكن يحفظ للعماد ميشال عون بأنه نجح في إلزام كل الأفرقاء بمعادلتين يسير وفقهما المخاض الرئاسي: معادلة «الرئيس القوي»، ومعادلة التوازن بين فريقي «8 و14 آذار».

في عرض سريع للقاءات الجامعة تحت سقف الصرح البطريركي، لا يذكر التاريخ أن أي قرارات مصيرية تمخضت عنها. إنجازها الوحيد أنها في كل محطة كانت ترسي مظلة توافق ولو شكلية بين «ديوك» الموارنة. من دون إغفال «وعود الشرف» التي قطعها هؤلاء حيال دعم بعضهم البعض اذا ما تم التوافق على أحدهم للوصول الى الرئاسة.

في كل الأحوال، هدف بكركي لا يتغير عند كل دعوة. تقول أوساط كنسية إن «البطريركية يهمها أن تصل الى خاتمة إيجابية من خلال هذا الاجتماع ووضع حد للشغور الرئاسي الذي يشارف على العامين. لقد تعب البلد من حالة الشواذ ولا بد من العودة في النهاية الى الحالة الطبيعية للدولة والمؤسسات». ترى الأوساط أن «السوابق» من الاجتماعات المارونية الرباعية كانت لها ظروف أخرى، «أما اليوم فهناك مبادرة جدية مطروحة تجب مناقشتها بكل صراحة وشفافية وبأوراق مفتوحة على الطاولة». لافتة الى أن دور البطريرك سيكون «السعي الى تحقيق التفاهم المنشود بين الأقطاب الأربعة والخروج بكلمة مسيحية موحدة».

في المقابل، ثمة من يتوقع نهاية ذلك الاجتماع منذ اليوم. يعتبر هؤلاء أن السقف الأقصى الذي سيخرج به المجتمعون وراعيهم هو «لياقات لفظية ومبادئ عامة لا خلاف عليها».

ما يحول دون التوصل الى حل هو عدم «نضوج الأمور على أكثر من جبهة، ولا سيما خط الرابية ـ بنشعي. ناهيك عن العلاقة المتوترة بين سمير جعجع وسعد الحريري».

على الطاولة سيجلس «حليفان متنافسان» لم ينضج بعد شكل «السلة» التي سيحملانها في وجه طارحي مبادرة باريس: ميشال عون وسليمان فرنجية.

«الحكيم» سيبقى محتاراً في الجلسة المفترضة، وربما صامتاً اذا لم تتبلور الى ذلك الحين تداعيات اشتباكه الحاصل مع زعيم التيار الأزرق.

أما أمين الجميل فسيواظب في موقع المترقب ممسكاً العصا من وسطها. يشوب خطابه مع نجله سامي تمايز لفظي بين «الفج» و «الديبلوماسي» من دون أن ينزع عنه شائبة الضبابية في الرؤية حيال تسوية فرنجية. مع العلم أن العلاقة بين أمين الجميل وسليمان فرنجية تتجاوز السياسة الى القرابة كون زوجة خال الزعيم الزغرتاوي هي أخت بيار الجميل. قد تعني هذه القرابة «تهذيب التخاطب» بين الرجلين وليس بالتأكيد «تبني الترشح».

أمام المتاريس الحاضرة على الطاولة، سيقوم البطريرك بدور «الاطفائي» هنا و «النقيق» هناك لختم الملف الرئاسي بشمع الانتخاب. والأهم سيذكّر بوجهة نظر الفاتيكان «المستاء جدا من إطالة أمد الشغور الرئاسي، وقلق البابا فرنسيس الشخصي في هذا الاطار».

من المطار تحدث الراعي عن قطف المواسم ما ان تنضج وإلا تسقط على الارض. فهل يكون قد قرع جرس النضوج قبل 16 من الجاري؟ وما قد تكون «الأسلحة» التي قد يستعملها الراعي؟ بعض المغالين يقترحون على البطريرك أن يمارس «الحجر» على الأقطاب الموارنة خلال قمتهم الموعودة في بكركي، فيقفل عليهم أبواب الصرح الى حين خروجهم بموقف واحد واسم واحد للرئاسة. هذا يبقى طرحا سورياليا، ولكن لا ضير من «محاولة كنسية» جديدة ربما تنتج مفاجآت للقطاف من خارج المواسم.