IMLebanon

الميغاسنتر خطوة إصلاحية.. لكن ما معنى طرحه على بعد 87 يوماً من الانتخابات؟

 

 

مصطلحات سياسية وتقنية متعددة يسمعها اللبنانيون مع كل موسم انتخابي مثل : البطاقة الانتخابية، البطاقة الممغنطة، وفي انتخابات 2018 كان هناك مصطلح جديد يطل على اللبنانيين هو «الميغاسنتر « الذي لم ير النور انئذ، ليعود مؤخرا ويطل من جديد، رغم انه لم يعد يفصلناعن موعد استحقاق الانتخاب الا 87 يوما.

 

الميغاسنتر « هو المراكز الانتخابية التي يجب توفرها في المناطق، وتكون مخصصة للناخبين ليقترعوا في أماكن سكنهم، بما يعني ان ذلك يتطلب التسجيل المسبق، مع ما يستلزم ذلك من تدابير لوجستية ضرورية لانجاز الامر.

 

قد يكون ضروريا وملحا اعتماد «الميغاسنتر» في عمليات الانتخاب، لتسهيل عمليات الاقتراع للناخبين، خصوصا الذين يقيمون بعيدا عن مقرات قيد نفوسهم، وبالتالي لا بد من توفير السبل لتسهيل اقتراع الناخبين في مراكز انتخابية قرب مقرات اقاماتهم وسكنهم، وتكون مجهزة بكل الوسائل والامكانيات، لانجازالعملية الانتخابية وقيام المواطنين الناخبين بواجبهم الوطني والديموقراطي، بما يرفع نسبة الاقتراع، لتكون النتائج اكثر تعبيرا عن تطلعات اللبنانيين.

 

واذا كان قد جرى الحديث في انتخابات 2018 عن اعتماد «الميغاسنتر «، ثم صرف النظر عنها انئذ لضيق الوقت وكلفتها، الا انه في انتخابات 2022، لم يأت احد على ذكرها مع صدور مرسوم دعوة الهيئات الناخبة في أواخر شهر كانون الأول 2020. لتطل فجأة في الأيام الأخيرة الدعوة لاعتماد «الميغاسنتر»، رغم انه لم يعد يفصلنا عن موعد الاستحقاق الانتخابي سوى 87 يوما، ما يعني أن هذه الدعوة جاءت متأخرة، ولا يمكن تطبيق «الميغاسنتر» بهذه العجالة والسرعة، وخصوصا في ظل الازمة المالية والاقتصادية المستفحلة التي يعيشها البلد.

 

بشكل عام، يعتبر «الميغاسنتر» خطوة إصلاحية هامة في قانون الانتخاب، لأن اغلبية اللبنانيين يقيمون بعيدا عن امكنة قيد نفوسهم، ما يفرض عليهم، في موعد الاستحقاق الانتقال الشاق، والذي يكلف كثيرا، وبالتالي، فان تدابير تقنية ولوجستية بسيطة يمكنها ان توفر كثيرا سواء على الناخبين أو على الماكينات الانتخابية للمرشحين، لكن لا يمكن ان يحصل ذلك بعجالة وتسرع، وخصوصا انه وفقا لقانون الانتخاب المعمول به، فان لبنان بحاجة الى نحو عشرين مركز «ميغاسنتر»، ويفترض ان يستوعب كل مركز نحو 50 الف ناخب، علما أن معظم الناخبين في المناطق والمحافظات، يقيمون في العاصمة بيروت وضواحيها، وفي جبل لبنان، حيث يقدر عدد اللبنانيين الذين يقيمون في العاصمة وحولها والجبل بأكثر من ثلثي السكان.

 

الجدير بالذكر هنا، ان اقتراع الناخبين قرب أماكن سكنهم وإقاماتهم، ليس معناه بتاتا نقل نفوس من مكان الى آخر، لأن نقل قيد السجل الانتخابي من شأنه أن يؤدي الى تحول وتبدل ديموغرافي يتمثل بتمركز الناخبين في أماكن محددة.

 

على كل : «الميغاسنتر» سهل التنفيذ والتطبيق، ويلزمه تدابير إدارية رسمية تقوم على تسجيل طلبات الناخبين بالقرب من مقرات سكنهم، وتنظيم لوائح شطب لهم، على نحو ما جرى مع الناخبين اللبنانيين المقيمين في الخارج، مع المراقبة والمتابعة الدقيقة مع لوائح الشطب لكل أقلام الاقتراع، للحؤول تكرار أسماء مقترعين مرتين.

 

وبعد، هل يمكن ان يتم تطبيق الـ«ميغاسنتر» ولبنان بات على مرمى 87 يوما من الاستحقاق الانتخابي، وما الغاية من رميه في هذا التوقيت بالذات.؟