في لبنان دوران في حلقة الازمات المفرغة، من شغور رئاسي شرع الباب على حقوق مسيحية باتت مستباحة من اكثر من جهة، الى حرب اسناد جنوبا واضح انها مستمرة حتى اشعار آخر، وبين الحالين شعارات بلا أفق ينجر خلفها كثيرون، رغم حقيقتها التي بات يدركها الجميع.
فبعد استهداف القنصلية الايرانية في دمشق، باتت المنطقة امام معادلة جديدة، مفاتيحها في يد طهران التي ان ردت على “تل ابيب”، بعدما تجنبت الحرب المباشرة معها واكتفت بدعم قوى محور المقاومة في مساندتها الحرب في القطاع، تدخل في حرب كبرى لا تريدها، ولا حتى الولايات المتحدة، او لا ترد فتهتز صورتها داخل دول محور المقاومة بالذات.
وفيما تكثر التحاليل ونسج السيناريوهات حول الرد الايراني وطبيعته ومكانه، يبدو واضحا ان طهران تتجه الى اعتماد خطة مركبة ومفاجئة من عدة مراحل، ركيزتها رد ذو طبيعة استراتيجية، يغير في توازنات المنطقة ككل ، يقوم على الاعلان عن خطوة تختص بملفها النووي، تتعلق بتأكيدها الوصول الى نسبة تخصيب عالية جدا، لا تلغي فتوى المرشد الاعلى بتحريم الحصول على السلاح النووي من جهة، وبقدرتها الصاروخية من جهة ثانية، وفق ما تكشف مصادر مطلعة، رغم ان تقارير الاستخبارات الغربية تجزم ان طهران “امتلكت” القنبلة الاولى منذ اسبوعين.
ورأت المصادر ان طهران لن تسمح لـ “تل ابيب” بجرها الى رد “تكتي”، خصوصا ان المعركة المفتوحة معها منذ اغتيال قائد فيلق القدس اللواء قاسم سليماني، مرتبطة بوجودها كقوة اقليمية، وبالتوازنات الاستراتيجية في المنطقة ككل، لذلك فان محاولات استدراجها الى مواجهة شاملة حاليا، وفي ظل نتائج معركة غزة، لن تكون في مصلحةالجمهورية الاسلامية.
وتابعت المصادر، بان احد اوجه الرد ستكون بتحريك جماعات مسلحة مدعومة من قبل الحرس الثوري في احد بلدان المنطقة، التي تشكل خطا احمر للولايات المتحدة والغرب بشكل عام، لخلق حالة من الارباك والفوضى، لن يكون صعبا على سلطة تلك الدولة حسم المواجهة فيها، في الوقت نفسه الذي تكون قد نجحت في ايصال رسالتها، علما ان تلك الدولة لطالما بقيت بعيدة عن ساحة عمليات طهران في المنطقة.
وختمت المصادر بان الرد الطويل الامد، سيكون عبر عملية امنية تستهدف مصالح اميركية او “اسرائيلية” حول العالم، يرجح ان تكون في افريقيا او اميركا اللاتينية، حيث حرية الحركة لجماعات وخلايا العمليات الخارجية للحرس الثوري، من هنا كان التحذير الاميركي لسفاراتها في لبنان والاردن والعراق، حيث التوقعات بتحركات احتجاجية تجاه تلك المقرات في ذكرى يوم القدس العالمي، قد تتدحرج وفقا لمخطط مرسوم، حيث باشرت القوى المعنية اتخاذ الاجراءات “الردعية” اللازمة.
اوساط في الثامن من آذار اكدت ان حارة حريك غير معنية بالرد الايراني، انطلاقا من ان لكل جهة في محور الممانعة والمقاومة، طريقتها واسلوبها في المواجهة التي تتناسب مع الوضع الداخلي والخارجي وفي الزمان والمكان المناسبين، رغم ان المبنى المستهدف وفقا لتقارير المخابرات الاميركية، يضم غرفة عمليات عسكرية وامنية للمحور، ترتبط مباشرة بغرفة بيروت العملانية.
ودعت المصادر الى القراءة جيدا ما بين اسطر كلمة امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في احتفال منبر القدس، في اشارته الى “أن ما يجري في المنطقة والعالم طوفان أحرار يأمل أن يكبر”، اعطى اشارة الانطلاق للرد الايراني، الذي يبقى على القوى المعنية تفكيك الغازه.
وختمت المصادر ان الموقف الروسي الذي تمثل بطرح توصية لاصدار بيان ادانة عن مجلس الامن الدولي، يبقى دون المستوى المطلوب، رغم ان لموسكو حساباتها ومصالحها، سواء مع الولايات المتحدة الاميركية او مع “اسرائيل”، خصوصا بعد اعادة انتخاب الرئيس بوتين، والاحداث التي شهدها الداخل الروسي وانعكاسها على تطورات الجبهة الاوكرانية.