Site icon IMLebanon

“التيّار” يريد تجديد شبابه وروكز حزين وآسف

 

بين نهر الموت في 16 وقدّاس ضبية في 13 ذكرى 13 تشرين تتنقّل

 

 

من محيط “قصر الشعب” في العام 2016، الى مسرح “بلاتيا” في ساحل علما في العام 2017، الى مجمع” نيو بيال” في فرن الشباك في العام 2018، فساحة بلدة “الألف شهيد” في الحدث في العام 2019، قبل طريق القصر الجمهوري في بعبدا في العام 2020، اختلفت اسماء الساحات التي يستذكر “التيار الوطني الحر” على مسرحها سنوياً واقعة 13 تشرين 1990، وهي المعركة التي خسر فيها العماد ميشال عون، عندما كان قائداً للجيش ورئيساً للحكومة العسكرية، في مواجهة الجيش السوري وأدت إلى خروجه من القصر الرئاسي ولجوئه إلى السفارة الفرنسية في الحازمية، بعد سقوط عدد كبير من الضباط والجنود والعسكريين والمدنيين.

 

وتحط الذكرى هذا العام في مجمع ميشال المر الرياضي على طرق نهر الموت في 16 تشرين يوم السبت، بعدما رسا الخيار على هذا المكان من بين عدة خيارات، لا لرمزيته، بل لمكانه الجغرافي، كونه يشكّل نقطة تلاقٍ للتياريين والمناصرين وقادراً على استيعاب اعداد المشاركين.

 

واذا كانت ساحات استذكار 13 تشرين اختلفت في جغرافيتها الا انها تبقى ثابتة في مضامينها، لكن هل ستشكل مناسبة جديدة لتعميد مسيرة رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل وتعويمه مجدداً؟

 

في ميزان التياريين، ان الذكرى ستشكّل نوعاً من انطلاقة جديدة لهم ولرئيسهم، “إذ تأتي هذا العام بعدما اثبت “التيار” حضوره اثر المحاولات الجارية عبثاً لالغائه واقصائه عن المشهد السياسي، على اعتبار ان محطة 17 تشرين كانت بمثابة 13 تشرين ثانية، لكنها فشلت في تحقيق اهدافها”، وعلى ما يقول التياريون “فكما ارادوا ان يخطّ 13 تشرين 1990 نهايتنا فكانت بدايتنا، هم ارادوا كتابة نهايتنا في17 تشرين فكانت بدايتنا الجديدة، بداية ستتظهّر خلال احياء ذكرى 13 تشرين، في 16 منه”.

 

يضيف التياريون أن “رئيس “التيار” الذي اعلن في 13 تشرين 2019 نيته بالذهاب الى سوريا ودعا رئيس الجمهورية الى قلب الطاولة، لا يبدو ان مواجهاته مع السلطة قد انتهت في13 تشرين 2021، بل يمكن القول انها ستتجدد، وبنبرة عالية، مع معرقلي القوانين الاصلاحية ومكافحة الفساد ومسيرة التدقيق الجنائي والكابيتال كونترول، في معركة سيشكّل فيها التياريون رأس حربة” كما يقولون، “مصطفّين بذلك الى جانب رئيس الجمهورية بعدما اعلن ان السنة الأخيرة من ولايته ستكون سنة الإصلاحات الحقيقية”.

 

والى كلمة باسيل، تتخلل ذكرى 13 تشرين هذا العام مشهديتان، الاولى لقطاع الشباب في “التيار” واخرى للعسكريين القدامى والمنتسبين الجدد الى “التيار” وقد فاق عددهم الالفي منتسب للعام 2021، فـ”لهؤلاء لفتة تكريمية خاصة تقصّدتها قيادة “التيار” للتدليل على ان دماً جديداً يضخ في عروقه في وقت لم تتوقف فيه المحاولات الجارية عبثاً لالغائه”. كذلك، ستعرض افلام مصورة قصيرة تتعلق بالمناسبة ويتخللها حوار بين عسكري من جيل 13 تشرين عايش تجاربها ومرارتها وشاب لم يعاصر تلك التجرية.

 

وبينما يغيب القداس التقليدي عن روح شهداء 13 تشرين تحضر القداديس يوم 13 تشرين في المناطق التي شهدت المعارك العسكرية في ذلك اليوم.

 

روكز وقداس ضبية

 

وعلى جبهة العسكريين القدامى والمتقاعدين، فإن ذكرى 13 تشرين حاضرة دوماً وموعدها هذا العام ايضاً في كنيسة الصعود في ضبية يوم الاربعاء 13 تشرين عند السادسة مساء، في قداس شاءه النائب العميد شامل روكز ورفاقه ان يكون وجدانياً بعيداً من السياسة، “فمن استشهدوا ليسوا من اهلها بل هم ابناء المؤسسة العسكرية ولا شأن لهم بالسياسة وزواريبها”. وذكرى 13 تشرين تعني لروكز الكثير “هي عنوان للنضال والعنفوان والكرامة الوطنية، وقد استشهد العسكريون من اجل قيامة لبنان الجديد، الامر الذي لم يتحقق الى اليوم للاسف، بل مسار الاحباط والانحدار مستمر نتيجة التضحية باشخاص ضحوا للبلد فراح البلد”.

 

ويعبّر روكز عن حزنه واسفه الشديد “بعد شهادة دفعت اثمانها غالياً وسقط هذا الكم الهائل من الضحايا والشهداء في مناسبات عدة ولا سيما في 13 تشرين من اجل قيام بلد سيد حر مستقل ومزدهر، فأين اصبحنا اليوم في السيادة والحرية والاستقلال والازدهار؟ واين اصبح وضع رفاقهم العسكريين الاجتماعي والنفسي والمعنوي؟ فالاحباط سيد الموقف عند الشعب والعسكريين في ذكرى يفترض ان تكون شعلة للحرية والنصر والعنفوان”.

 

“اما الحكومة فأعمالها لا تبشر بالخير”، كما يرى روكز، “فحتى اليوم لم تتحقق البطاقة التمويلية رغم رفع الدعم بل ما تحقق هو المزيد من ارتفاع الاسعار وليس آخرها سعر المحروقات، فالحكومة لم تنجز شيئاً منذ تأليفها وكل وزير قام بمجموعة زيارات ليصبح وزيراً”.

 

الحرس القديم

 

وعلى مقلب الحرس القديم، فدعوة منه لمشاركته في “وقفة رمزية تحية لشهداء 13 تشرين ولإضاءة الشموع على ضريح الجندي المجهول في المتحف يوم الاربعاء 13 تشرين الاول، عند الساعة السادسة مساءً وذلك تحية للشهداء الابطال في ملحمة 13 تشرين الاول 1990ولكل مقاتل في الجيش اللبناني”.