Site icon IMLebanon

الكذب ملح الرجال

يقول بشار الأسد إنّ الجيش السوري لا يمكنه أن يكون موجوداً على كل شبر من الأراضي السورية، في محاولة منه لتبرير استمرار الأحداث…

السؤال: هل كان يُقال مثل هذا الكلام من قبل؟

كان يضرب المثل بالأمن في سوريا.

وذكّرني هذا الكلام بعقد الثمانينات من القرن الماضي عندما التقيت في دمشق أحدهم الذي يملك أجمل قصر في سوبركان والذي جاء يمضي ثلاثة أيام في سوريا فأمضى 80 يوماً، وقال لي يومذاك: في كان يسرقونني… وهنا أشعر باطمئنان وأمان لم أشعر بهما في أي بلدٍ آخر من بلدان المعمورة.

فأين سوريا اليوم من تلك المرحلة المشرقة؟

وأين السوريون الذي عاشوا عقوداً من الأمن وراحة البال والإستقرار؟

يتوافق كلام رئيس النظام السوري مع سقوط 43 قذيفة صاروخية على سائر أنحاء دمشق من دون استثناء تقريباً: على المالكي (حيث المقر الرئاسي والسفارات الأجنبية للبلدان الكبرى، ووزارة الدفاع، ومخابرات الطيران) وعلى ابو رمانة، والمزة، والمهاجرين وساحة الامويين(…) فماذا بقي من دمشق لم تدكّه صواريخ المعارضة؟!

ثم إذا كان جيشه مسيطراً على معظم المناطق السورية فماذا تفعل الميليشيات الشيعية التي تخوض القتال الى جانبه بدءاً بـ»حزب الله» و»فيلق أبو الفضل العباس» العراقي و»عصائب اهل الحق» التابعة لعشيرة خزعل، إضافة الى الحرس الثوري الايراني؟

ويتساءل بشار: من سنحاور في روسيا، مضيفاً: أين المعارضة؟

حديث الأرقام الموثوقة والمعترف بها عالمياً يفيد أنّ المعارضة تسيطر على 60 في المئة من الأراضي السورية وقواته لا تسيطر إلاّ على 40%… فلماذا المكابرة؟ أو أنّه لا يزال عند ما كان يقوله ويردّده أتباعه في لبنان: «اليوم تنتهي الثورة… أو بعد أيام أو بعد أسابيع»… وها هي السنوات الأربع والثورة تزداد قوة ونفوذاً وفاعلية.

واللافت ردّ بشار على سؤال ما إذا كانت المعارضة تملك طيراناً فأجاب: طيران إسرائيل هو طيران المعارضة! وهو يعرف جيداً أنّ إسرائيل اجتاحت دول الطوق كلها في «حرب الأيام الستة» 1967 (سوريا، مصر، الاردن، الضفة، وغزة)… هو يعرف ذلك جيداً ولكنه لم يخبرنا متى سيكون ردّه على سلسلة العمليات الاسرائيلية المتقطعة بين وقت وآخر… متى سيكون الرد في «الوقت المناسب» وفي «المكان المناسب»؟

وهل نسيَ رئيس النظام ما قاله ابن خاله رامي مخلوف للإسرائيلي: نحن نحمي حدود إسرائيل!

ثم إذا كان عاتباً على الأميركيين فلماذا تركهم؟ وهل يتذكر يوم أعطوه خياراً رئاسياً ثلاثياً فلم يقبل؟!.

فعلاً… كلما تحدّث هذا الرجل ازداد الناس اقتناعاً بأنّه يعيش في عالم آخر.