ما نشره موقع “فرادا نيوز” الايراني نقلاً عن أمين عام “حزب الله” سماحة السيّد حسن نصرالله عن مواقف أطلقها خلال لقائه إيرانيين مقيمين في لبنان (ولنا ملاحظة: لأوّل مرة نسمع بجالية إيرانية في لبنان… واستطراداً: ماذا يفعل هؤلاء؟ وهل أنّ مبيع بضع سجادات يستوجب جالية؟).
قال نصرالله إنّ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون هو من أحفاد علي بن أبي طالب أخلاقياً (ماذا يعني بكلمة “أخلاقياً”؟).
والغريب العجيب أيضاً قوله إنّ الكثير من الشيعة في جزين إما تسنّنوا وإما تنصروا… وهكذا أصبحت جزين بين ليلة وضحاها مدينة مسيحية.
ولم يكتفِ بهذا بل زاد أنّ كثيرين من الشيعة تسنّنوا أي صاروا من أهل السُنّة، وطرابلس قبل مئة عام كانت للشيعة وسكانها من الشيعة، ومدينة صيدا أيضاً كانت شيعية… والآن أصبحتا مدينتين سنيتين!
ولم يكتفِ أيضاً بهذين التسنّن والتشيّع وأيضاً بالتنصّر بل ذهب الى أخطر بحديثه عن أنّ اعتقاد “حزب الله” بولاية الفقيه يفوق اعتقاد الايرانيين أنفسهم، وشدد على أنّ مكانة ولاية الفقيه هي فوق الدستور اللبناني.
وحول موقف “حزب الله” من بشار الأسد قال: نحن لا نقاتل من أجل بشار الأسد، نحن نقاتل من أجل التشيّع.
بعد ظهر اليوم الذي صدر فيه هذا الكلام صدر نفي كامل له، أذكر ونحن صغار حفظنا مثلاً يقول: كلمة الحقيقة هي الأولى… وهنا لا بد من التوقف عند بضع محطات:
الأولى- إنّ “حزب الله” تأسّس بعد الاجتياح الاسرائيلي للبنان، بينما آية الله الخميني ومشروع التشيّع وولاية الفقيه وصلت الى إيران في العام 1979.
الثانية- هذا الخلط في المدن، تاريخياً، طرابلس وصيدا وسواهما من مدن الساحل هي معروفة بأنها مشتركة بين المسيحيين وأهل السُنّة، بينما الشيعة في جبل عامل… يعني بيروت نفسها لو عدنا الى جدول الانتخاب فيها لوجدنا أنّ عدد الشيعة فيها قليل… وفي سنة 1990 نقلوا نفوس 30 ألف شيعي الى الدائرة الثانية في بيروت ليحصلوا على نائب ثانٍ.
الثالثة- ليس في جزين إلاّ مسيحيون، وهذه حقيقة معروفة تاريخياً.
رابعاً- الذهاب الى سوريا كان بأمر من اللواء قاسم سليماني قائد “فيلق القدس” في الحرس الثوري الايراني.
طبعاً تذرّعوا بالمقامات الدينية (الست زينب وسواها)… علماً أنّ هذا التورّط كلف 3000 قتيل من خيرة شباب لبنان قضوا من أجل بشار وليس في سبيل لبنان.
أمّا بالنسبة الى كلام لفخامة الرئيس ميشال عون قال فيه (قبيل توجه الموفد الرسمي الى مؤتمر روما) إنّ الاستراتيجية الدفاعية ستكون مطروحة بعد الانتخابات، وأي مصادفة بصدور كلام نصرالله (ولو نفوه) فوراً بعد كلام رئيس الجمهورية… ما يؤكد أنّ هناك غاية في نفس يعقوب! وهي غاية واضحة ومكشوفة ولا تحتاج الى كثير شرح.